آية آبول
2009 / 8 / 14
"سافرة وافتخر" هو اسم لمجموعة جديدة تم تدشينها على الموقع الإلكتروني الإجتماعي الفيس بوك بمشاركة مجموعة من الناشطات العلمانيات والإنسانيات على الشبكة العنكبوتية. وقد جاءت الفكرة بعد قراءة مقال للكاتبة اللامعة إقبال بركة تؤكد فيه على انه لا يشينها كونها امرأة سافرة، ومن هنا وجدت المدشنات للمجموعة انهن ايضا سافرات بل ويفتخرن بسفورهن والذي لا يشينهن بل هو لدليل على نضوج عقولهن وخروجهن من حظيرة الثبات والجمود العقلي. وعليه تم إنشاء المجموعة والتي وصل عدد اعضاءها إلى اكثر من مائتي وخمسين شخص في غضون أيام قليلة لا تزيد عن الأسبوع.
وقد بدأت المجموعة عملها تحت اسم "سافرة وافتخر" ومن ثم تغيرت إلى "سافرات ونفتخر" بعد ان زاد عدد المشتركات والمؤيدات لفكرة المجموعة وشعارها. ومن الدوافع التي ادت إلى إنشاء هذه المجموعة تلك الحملة الشعواء على النساء السافرات وتحميلهن وزر المتحرشين والمغتصبين حتى ان احدهم افتى في احدى القنوات الفضائية بأن المغتصب أو المتحرش لا يحاسب إن كانت الضحية غير محجبة. هذا طبعا إلى جانب تلك الدعوة المتعالية لفرض النقاب على نساء مصر - بدعوى ان "الحجاب" في ذاته سفور وبدعة - والتي يملأ صداها القنوات الفضائية الوهابية وصوتها يعلو في الزوايا والمساجد المصرية. فجاءت هذه المجموعة بغرض إعادة الوعي إلى عقول الشباب المصرية.
تسعى المجموعة لإلقاء الضوء على كلمة "سافرة" والتي يتلاعب بها الكثير من الشيوخ لإستخدامها كأنها كلمة تدل على ذم او قبح وهي في الحقيقة كلمة عادية لا تحمل بين طياتها اي ذم او مدح. فهي كلمة تصف كل من كان وجهه وفي بعض الأحيان رأسه مكشوف. فكلمة سافر هي عكس كلمة منتقب او متقنع، فإن قلنا امرأة سافرة فمقابلها امرأة متنقبة، ومن الجذر سفر اي كشف جاءت كلمة مسافر هو الإنسان المكشوف الطريق. ولقد تم تحميل الكلمة ما لا تحتمل عندما استخدمها الشيوخ للعامة على إنها مهانة للمرأة بقولهم: كوني عفيفة ولا تكوني سافرة! فأصبح العامة يتخيلون ان كلمة سافرة تعني داعرة او آثمة وما هو إلا تجني من الشيوخ وتلاعب بألفاظ لا تعني اي شيء سيئ. وهنا يأتي دور المجموعة في محاولة لإعادة ترسيخ الكلمة في عقول الناس بطريقة إيجابية كما فعلت المناضلة هدي شعراوي والشيخ محمد عبده رحمهما الله في يوم من الأيام في اوائل القرن الماضي.
ومن أهداف الجروب ايضا تعريف الأعضاء بالدور الحضاري التي قامت به النساء السافرات في بناء مجتمعات متحضرة سواء في مصر او العالم العربي او العالم الأكبر. فالمرأة السافرة لم تكشف رأسها لتدعو الشباب والرجال إلى اغتصابها أو التحرش بها، بل سفرت لأنها نضجت عقليا وعرفت أن دورها في المجتمع أكبر بكثير من حبسها داخل اطار كونها عورة وناقصة عقل ودين فإما تقبع في بيتها او تخرج متخفية تحت خمار اسود يغطيها من رأسها إلى اخمص قدميها مثل العمل الرديء. فدورها الجديد في الحياة وكونها أنسان يبني في الحياة يد بيد الرجل يتطلب منها ان تتخلص من خمار العورة ووصمة النقصان على نحو حاسم. فكما قال الشاعر: الأم مدرسة إذا اعددتها اعدت شعبا طيب الأعراق، ولكن ان تعد أم عورة فتأكد انك لن تنتج إلى شعب يعاني من عوار العقل.
ومن أهم اهداف الجروب توعية المرأة بأن سفورها – سواء كان سفور وجه فقط او سفور رأس – لا يعني خروجها على تعاليم دينها، لأن الدين الإسلامي اكبر بكثير من كونه دين يدعو إلى خرقة من القماش تتلفع بها المرأة ومن المؤسف ان يختذل شيوخنا إسلام المرأة في متر من القماش هو كل ما تنشده المسلمة في حياتها للقاء ربها. إن إرهاب الشيوخ ونعيقهم المتواصل ليلا جهارا يقف حائلا بين النسوة وبين إعمال عقولهن. مؤكد أن ذلك الإرهاب الفكري والنفسي يمنعهن عن إعمال عقولهن ومحاولة التفكر والتدبر في حقيقة فرضية الحجاب التي ينادى بها شيوخنا الأفاضل والذكور ضعفاء النفس من خلفهم؛ فلو رفعن هذا الحاجزالمرعب عن قلوبهن لوجدن أن الإسلام دين أخلاق وليس مجلة أزياء، بل والقرآن يؤكد على ان الله لا يعنيه الدم والريش والجلد بل جل ما يعنيه هو التقوى. التقوى لها عظيم العلاقة بضمير الإنسان، وما ضمير الإنسان إلا جوهر الأشياء وليس مظهرها. إذا الإسلام دين جوهر وضمير، ومظهر الإنسان ليس له علاقة بالدين بل بالحالة الإجتماعية للمجتمع، فالدين ثابت اما المظهر فمتحرك يتغير بتغير الزمان والمكان، والخمار او العباءة هو زي اجتماعي صاحب ظهور الإسلام ولا يعني أنه هو جوهر الإسلام نفسه.
هذا إلى جانب انه لا يخفي على الكثير من المثقفين ذلك الدور البارز الذي يلعبه الإسلام السياسي في فرض الزي العربي على انه زي إسلامي على النساء وحثهم على نبذ السفور على انه مهانة قد كرم الله المرأة بنبذها. والإسلام السياسي اصبح له دور فعال على الساحة المصرية منذ اغتيال الرئيس السابق انور السادات، وقد ظهر اكثر قوة بعد حرب الخليج الأولى وعودة ملايين الوافدين المصريين من بلاد الوهابية (السعودية والكويت) محملين بالفكر الوهابي، مما ساعدهم على نشر افكارهم بسهولة اكثر بين عموم المصريين وذلك لأغراض سياسية ولمعاداة روح المواطنة والتوجهات العلمانية التي تهدد وجودهم وتؤرق مضاجعهم. وتسعى القائمات على المجموعة للتعريف بدور الإسلام السياسي في عزل النساء ومحاولة تهميش دور الأقلية الدينية في مجتمع قد ناضل عمالقته لرفع العزلة الفكرية والنفسية عن عقول ابناءه بمختلف اديانهم واعراقهم وكافحوا من اجل نزع الحجاب عن بصيرة شبابه.
وللتعرف على المزيد عن المجموعة ونشراتهم انقر على الرابط التالي:
source : http://www.c-we.org/ar/show.art.asp?aid=181168
No comments:
Post a Comment