مدونة ألوان

Bookmark and Share

هذه المدونة خاصة ب ألوان. نحن شبكة من المثليين والمثليات العرب نعيش في بلاد مختلفة في البلاد العربية والمهجر .

Arab Lesbian Women & Allies Network (ALWAAN) 's Blog

This is Alwaan 's Blog

Alwaan is an online network for Arab lesbians, gay men, bisexual men and women, transgender persons and those who are interested in building bridges with the LGBT Arab community.

Check out our Arab gay and lesbian videos website - also Arabic videos

تفضلوا وزوروا موقعنا الجديد
الكثير من الافلام الخاصة بالمثليين والمثليات

Sunday, November 16, 2008

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية


مثلي إماراتي مدونة تقدم دراسة حول موقف الاسلام من المثلية الجنسية وما اذا كانت هناك نصوص قرآنية حول هذا الموضوع
لقد اكتشفنا ان المدونة تم ازالتها ولكن لحسن الحظ تمكنّا من انقاد الاجزاء التالية

GAY FROM UAE مثلي إماراتي

قصص من الخيال و مقالات تحكي واقع المثليين في دولة الإمارات الحبيبة

Tuesday, April 29, 2008

أهداف المدونة ومن أكون ؟
اهلا وسهلا بكم في موقعي على الإنترنت الذي سنبحث فيه اكثر عن كوننا مثليين .
ملاحظة: لن نستخدم هنا كلمة شاذ لأننا لسنا مختلفين
مالذي يسبب المثلية الجنسية ؟ وهل هي اختيار؟ . . .
أفضل اقتباس : هناك قوتان عظيمتان في هذه الأرض ، قوة الخير وقوة الشر ،و علينا أن نحمي أنفسنا بدرع الله عز وجل في كل الأوقات ، فكل رجل وامرأة وطفل يجب أن يحمي نفسه بهذا الدرع . واكبر الخدع التي وضعها إبليس على هذه الأرض هي محاولة إقناع كل شخص بأن ينكر وجوده وان يقتنع بأنه غير موجود. . . .
يجب أن تتذكر هذه الأشياء في الإنترنت : . . .
1- هناك الكثيرون لا يخبرون الحقيقة.
2- لا تستعمل اسمك الحقيقي.
3- استعمل بريد إلكتروني خاصاً وسرياًَ.
4- إذا أراد شخص أن يقابلك ، فهذا ليس رائعا كما قد تظن.
5- لا تعطِ عنوانك لأي شخص .
6- لا تعطِ رقم الهاتف لأي شخص .
7- اسمك يجب أن يكون غير حقيقي .
8- يمكن أن تكون الإنترنت متعة كبيرة لكن كن حذراً.
9- إذا كان هناك من يؤذيك فعليك بأخبار مَنْ تثق به. . . .

أصول التكيف الجنسي ما الذي يسبب المثلية الجنسية ؟ وهل هي اختيار ؟

التكيفات الجنسية سواء كانت لمشتهي المغاير أو مشتهي المماثل ليست شيئا يستطيع المرء أن يختاره . الدراسات الحالية تؤكد أن التكيفات الجنسية تملك جينات ومركبات إحيائية في جسم الإنسان تُصمم بعد فترة قصيرة بعد ولادة الإنسان .
ومثل بقية البشر فأن المثليين يكتشفون حاجاتهم الجنسية كجزء من مرحلتي النمو والنضوج . فهم لا يعززوا أو يغووا أو يتعلموا بأن يصبحوا مثليين .
فالاختيار الذي يملكه المثليين هو أن يعيشوا حياتهم بصدق أو ينسجموا مع متطلبات المجتمعات الغير واقعية بالنسبة لهم . وأيضا هناك دراسات أخرى لتحديد ما إذا كانت المثلية مشكلة نفسية أم مرضاً عضوياً؟ تؤكد المنظمة الأمريكية للأمراض النفسية أن المثلية ليس خللاً نفسيا. كما انه لا يجود فرق في الحالة النفسية بين مشتهي المغاير والمثلي.

تنظيم متطور للمثلية: هل تأتي المثلية بسبب التربية الخاطئة.؟ أو بسبب الفقر أو العوز إلى المعتقدات الدينية و الإيمان ؟
الإيمان الذي أؤمن به هو أن الله عز وجل هو الذي خلق المثليين وجعلهم في كل بيت، وفي كل طبقة من طبقات المجتمع. فهم موجودون في المناطق الريفية ، والمدن الكبيرة ، وما بينهما . فنحن نمثل كل طبقات المجتمعات والأعراق والأديان .
هناك إشارة بأن الأباء لديهم تأثير قليل على التكيفات الجنسية لأطفالهم في الحالات العادية .ولكن هذه القدرة على التأثير تحدد فقط تعلق الطفل بحاجاته الجنسية سواء كان مثليا أو مشتهي للمغاير . هل تأتي المثلية نتيجة لاستعمال سيئ أو علاقة خاطئة مع شخص آخر من الجنس الآخر؟ الكثير من الناس عانوا من علاقات خاطئة أو إهمالها مثل الأطفال.ولكنهم مع هذا كبروا و لم تؤثر على كونهم مثليين أو مشتهين للمغاير. الكثير من الناس سواء المثلين أو مشتهين المغاير أسسوا علاقات مع الجنس الآخر. لذا فلا توجد هناك أي رابطة بين هذه الأسباب والمثلية الجنسية. هل يمكن أن نعالج المثلية ؟
المثلية الجنسية ليست مرض أو خلل نفسي فليس هناك شيء لنعالجه!.
. . .
هل يهم؟ . . سألني أمي وأبى إذا كنت مثليا، فقلت: هل يهم؟ فقالوا : كلا لا يهم ... قلت: نعم ، قالوا : اخرج من حياتنا ... اعتقد انه يهم ! وعندما سألني رئيسي في العمل عما إذا كنت مثليا... سألته/ وهل يهم؟ قال : كلا لا
يهم... فقلت نعم أنا مثلي..... قال : أنت مطرود .....اعتقد انه يهم !!
وعندما سألني أصدقائي : هل أنت مثلي؟ قلت : وهل يهم ؟ قالوا: كلا.....قلت / نعم......قالوا : لا تنادينا بأصدقائك.....اعتقد انه يهم!!! وعندما سألني حبيبي : هل تحبني؟.......قلت: وهل يهم؟ قال: نعم....قلت: نعم
احبك......قال: دعني أضمك بين ذراعي.... ولأول مرة في حياتي ....كان هناك شيء يهم.... ولن يهمني شيء بعد الآن... . .
، وقمت ببناء هذا الموقع لأخبر العالم بأننا هنا ، وأننا موجودين و أن أنكرتم وجودنا

هلامعاكم

شاب إماراتي مثلي الميول يحاول أن يعبر عن نفسه من خلال هذه القصص الخيالية الي تحكي عن واقع المثليين في دولة الإمارات الحبيبة عمري 18 وزني 58 طولي 171حنطي اللون وسيم الشكل هواياتي السباحة و القراية والكتابة و التعرف على مختلف الثقافات ها القصص تعبر عن واقع المثليين و همومهم و أفكارهم وحياتهم و انا واحد منهم نحن للأسف مشكلتنا الأساسية ان المجتمع ما عنده وعي عن طبيعة المثليين و إحتياجاتهم في الحياة هذا الموقع المتواضع يحاول يوصل صوتهم و يعرفهم للعالم ادري ان الاغلبيه تعارضنا و تحاربنا ولكن قطره قطره على الصخره تفتتها صخره الكراهية و الاقصائية اتمنى ان يعيش الكل في سعادة و حرية في ميوله وافكاره و حق التعبير عن الرأي أدخل للبلوغ و أقرا لك قصه و اكتب تعلقيك و نقدك و عبر عن رايك فهذا يشجعني استمر في الكتابة و الابداع . نريد أن تتقبلنا المجتمعات العربية لأننا لا ندعو إلى الإباحية ، بل إن كل ما ندعو إليه هو أن يفهمنا ويتقبلنا المجتمع كأفراد فيه. وقبل ذلك يجب أن نبدأ نحن المثليين بقبول أنفسنا ، يجب أن نفهم تكويننا منذ البداية ، وأن لا نرضى بأي علاقة جارية بل نهتم بالعلاقات الأبدية، وذلك بأن نبحث عن الشخص الحقيقي الذي يستحق أن نعيش معه ، ويجب أن يكون هذا الشخص مثلك تماما حتى تدوم علاقتكما للأبد. و إذا لم يتسنَ للمجتمعات العربية أن تتقبلنا فكل ما نريده هو أن يتم إلغاء العقوبة عنا لأننا لا نؤذي أحدا و لا نضر المجتمع . فكل ما نريد هو أن نعيش حياتنا بصدق واطمئنان وان لا نخاف من أن نكون نحن . فما هي جريمتي؟؟؟
هل لأنني (أنا ) ؟؟؟ وإذ كان كذلك فأنا آسف لأنني أنا . . . .
شكرا لك عزيزي لإعطائي هذه الفرصة العظيمة

GAY FROM UAE مثلي إماراتي

قصص من الخيال و مقالات تحكي واقع المثليين في دولة الإمارات الحبيبة


Saturday, May 3, 2008

إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية / الجزالأول


الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية

الجزء الأول

بقلم : مثلي إماراتي

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد واله الأطهار و صحبه الأخيار وسلم

كثيرمما يعتبر من " المسلمات " عند البعض يتضح أنه مجرد سوء فهم للنصوص ، و إتباع للظن ليس أكثر عند دراسة هذه النصوص دراسة منهجية علمية دقيقة ، و عدم ظهور دلالة قطعية على جواز الاعتماد على الظن المتعلق بنفس أحكامه تعالى ، و التمسك فيه بالظن يشتمل على دور ظاهر ، مع أنه معارض بأقوى منه من الآيات الصريحة في النهي عن العمل بالظن المتعلق بنفس أحكامه تعالى وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا إَنَّ الظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا.

ويطول الحديث قي إبطال التمسك بالاستنباطات الظنية ، من هذه المسلمات قضية " المثلية الجنسية " التي و للأسف الشديد تم الإساءة لمن تكون عنده و الحكم عليه بالموت لمجرد ممارسة ميوله الجنسية ! ، و كأن الإسلام الذي قبل التعددية بنص القرآن {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} ، لا يقبل التعددية في الميول الجنسية ،و العجب كل العجب من الذين قبلوا الاختلاف في صفات و كنه ذات الخالق ويعتبرونه من التعددية المذهبية ، لا يقبلون مجرد مناقشة فروع الدين إن صح التعبير .

وفي بدء هذه الدراسة أحببت أن أنقل هذا المقطع من كتاب رسائل أخوان الصفا بتصرف و الذي يتكلم ويشير إلى فحوى مرادي اختلفت
المذاهب و الآراء و الاعتقادات فيما بين أهل دين واحد و رسول واحد لافتراقهم في موضوعاتهم و اختلاف لغاتهم و أهوية بلادهم وتباين مواليدهم و آراء رؤسائهم و علمائهم الذين يحزبونهم و يخالفون بينهم طلباً لرئاسة الدنيا ، وقد قيل في المثل : ( خالف تُعرف ) لأنه لو لم يطرح رؤساء علمائهم الاختلاف بينهم لم تكن لهم رئاسة ، وكانوا يكونون شرعاً واحداً ، لأن أكثرهم متفقون في الاصول مختلفون في الفروع.

أفلا يحق لنا المشاركة في هذا الاختلاف في الفروع و مناقشة أدلة المخالفين على ضوء ما جاء في الكتاب و السنة

و من هنا تنطلق هذه الدراسة التي أعدها ارتجالية لتخط في ميدان الاجتهاد بابا جديدا في فهم النصوص الدينية بالدليل و البرهان وليس بتفسيرات بائدة تناقض النص نفسه هل الإسلام حرم المثلية الجنسية فعلا كما تعلمنا في المدارس و الجامعات ؟ هل ما كنت أعتقد جازماً بصحته صحيحاً ، القضية التي لا تقبل التشكيك كنت دائما أسعى في سبيل التخلص من ميولي المثلية بدعوى أنها فسق وفجور ومن الكبائر التي تودي بصاحبها في قعر الجحيم ولكن ما إن بدأت بدراسة الموضوع دراسة متأنية واعية اتضح لي أمر آخر لم توضحه كتب التراث الإسلامي بكل أسف ، و هي أن المثلية بحد ذاتها لا يحرمها
الإسلام أبداً نعم لم يحرمها ! سيتساءل القارئ هل يعي هذا ما يقول وأين يذهب بعشرات النصوص من القرآن و السنة التي تقطع بتحريمها دون شك
هل فعلا هي كذلك أم لا هذا ما سنعرفه من خلال هذه الدراسة المجملة و التي بعون الله سأفصل فيها أكثر في المستقبل ، ليس هنالك داع أن يترك المثلي دينه أو يعتبر نفسه عاصياً لخالقه بسبب هذه التفسيرات الخاطئة للنصوص و التي تقبل الاجتهاد في تبيانها ، و سيكون محور هذه الدراسة منصباً حول فهم هذه النصوص من القرآن و السنة النبوية الشريفة عند الفرق الإسلامية وتبيان عدم صلاحية ما ليست مداركه منضبطة أن يجعل مناطاً لأحكامه تعالى ، و المسلك الذي يختلف باختلاف الأذهان والأحوال و الأشخاص لا يصلح أن يكون مناط أحكامٍ مشتركة بين الأمة إلى يوم القيامة و الشريعة السهلة السمحة كيف تكون مبنية على استنباطات صعبة مضطربة ؟ و ابتناء أحكامه تعالى على الاستنباطات الظنية مستلزم لمفاسد كثيرة و الملكة المخصوصة التي اعتبروها في المجتهد و بذل الوسع منه تحصيل الظن أمران مخفيان غير منضبطين .
يستدل القائلين بتحريم المثلية الجنسية بعدة نصوص قرآنية و روايات تشنع و تحرم بزعمهم المثلية الجنسية ،وقبل الخوض في سردها وبينا عدم تمامية استدلالاتهم الباطلة مجتمعة ، سنقوم بتفكيكها و دراسة أجزائها حتى تكتمل الصورة الكلية لموقف الإسلام من المثلية الجنسية .

سنبدأ بداية بالمصدر التشريعي الأول في الإسلام و الذي يتفق عليه جميع المسلمين باختلاف مذاهبهم و فرقهم و إن اختلفوا في تفسيره و تأويله ألا وهو القرآن الكريم الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، و الذي لم يترك الله سبحانه أمر الشريعة الفرائض ناقصة حتى نحتاج إلى تمامها بروايات ظنية و آراء فاسدة كاذبة و اجتهادات باطلة و كيف يكون ذلك و الله و قال سبحانه : وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْء و قال سبحانه وتعالى يقول : مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ

و على هذا سنثبت أن القرآن الكريم لا يحرم المثلية الجنسية لذاتها و إنما يقننها كما سيتضح لنا و بإثبات ذلك سيكون البحث في الأحاديث المنسوبة للنبي صل الله عليه وسلم مجرد أثبات إضافي لما بينه القرآن الكريم وما خالفه من الحديث يطرح به لمعارضته ولا يقدم الدليل الظني على القطعي كما هو معلوم عند جميع العقلاء وان السنه لا يمكن من خلالها اثبات اصل من اصول الاسلام وذكرنا السبب الذي جعلنا نقول بعدم حجيتها في التاصيل واليك قولنا : ان كل فرقة من الفرق تمتلك رواة لاحاديث الرسول وكل فرقة توثق رجالها وتبين ضبطهم وتبين احوالهم على نحو التفصيل والاجمال وكل فرقة لا تصدق بالاخبار التي تنقلها الفرقه الاخرى بحجة انهم مبتدعون كذبه دجاجله اشر من اليهود والنصارى يريدون هدم الدين اذ كيف من خلال هذا الكلام يمكن ان نبيني اصل من اصول الدين من خلال السنة ؟ اذ كيف نميز الحق من الباطل وكل فرقه ترشق الفرقة الاخرى بالطعن والتجريح ؟اذا فلابد ان تكون اصول الانسان قرانية وليست بشرية حتى لا يقع الاختلاف في تحديدها وفي كيفية اخذها فنحن نقول ان كل فرقه تدعي ان اصولها متواتره وثبتت عن طريق القطع واليقين وان رجالها الثقات الذين وثقوهم ونصوا على عدالتهم قد نقلوا لهم هذا الاصل وبينوه فهذا القول بحد ذاته مفسده في اثبات اصل من اصول الاسلام لان كل فرقه تتهم الفرقه الاخرى بالكذب على الرسول وكل فرقه تتهم الفرقه الاخرى بالزندقه والكفر وكل فرقة تتهم الفرقة الاخرى بالجهل والغباء فكيف يمكن للناس معرفة اصولهم ان كانت كل فرقه تتدعي ان اصولها متواتره عن طريق رجالاتها ؟!وكيف يمكن تمييز من الفرقه المحقه من الفرقه الضاله ؟اليس هذا يدل على ان هذا الاصل بشري وليس قراني لانه لم يرد في القران ؟ اليس هذا دليل على ان اصلهم خارج عن حدود القران والله قال ان القران تبيان لكل شي ؟

ان علم الحديث علم وضعه البشر وما وضعه البشر يحتمل به الخطا والزلل والحديث المتواتر وضع قواعده البشر وبينوا انه كذا وكذا فكيف نطمئن ان اصلنا حقيقي لم يصيبه الخلل ؟ وان العلماء يختلفون في الاحاديث فتارة يقولون انها متواتره وتاره يقولون انها ليست متواترة فكل هذه الامور التي يقولونها هي من اجتهادهم الشخصي فكيف نبني اصل من اصول الاسلام على اجتهاد بشري يحتمل الخطا والزلل ؟ وتجد كثيرا ما يقع العلماء في الاختلاف في تحديد الحديث من حيث الحجيه وهل هو صدر على نحو الوجوب ام الاستحباب وهل صدر على نحو الحرمه او الكراهه فكيف بعد هذا نبني اصولنا على هذه الاجتهادات وهي تحتمل الخطا والزلل ؟

و من وضع علم الحديث بقواعده واصوله هل القران ام البشر ؟ و لماذا القران بقي الى يومنا هذا محفوظ من الزيادة والنقصان والتغير والسنة تلاعب بها الرواة وادخل الزنادقه والكذابين احاديث لا تعد ولا تحصى موضوعة على الرسول والاسلام ؟و لماذا الله لم ياصل هذا الاصل الذي ورد بالتواتر مع ان الله تكفل وقال ( وانزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ) ؟ و هل القران نزل على الرسول لكي يختلف الناس في تحديد اصولهم ام يتفقوا ؟ و لماذا العلماء حرموا التقليد في الاصول واجازوه بالفروع ؟ و اذا كانت فرقتي قد بنت اصلا من اصول الاسلام عن طريق الحديث المتواتر وقامت الفرقه المعاديه لي وقالت انكم تكذبون ورجالكم اكذب منكم فانتم نسبتم هذا الاصل كذبا وزورا الى الرسول صلى الله عليه واله وسلم فكيف نقيم عليهم الحجه ونبين لهم ان اصلنا صحيح ويجب الاعتقاد به والاعتماد على رجالنا دون الاعتماد على القران ؟ و هل الدليل الاصولي يشترط ان تكون دلالته من داخل النص ام من خارج النص ؟ و هل القران الله انزله للصدر الاول من المسلمين ام انزله للمسلمين كافه في كل زمان ومكان ؟

اصول الاسلام قرآنية وليست بشرية ان الذي يقرا كلام الله سبحانه وتعالى يتبين له انه مامن اصل من اصول الاسلام اهمله الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم فكل اصل عليه مدار الدين والاسلام ذكره المولى عز وجل في كتابه الكريم كيف والله سبحانه وتعالى وصف كتابه الكريم بانه ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً )فهذا الله عز وجل وصف كتابه بانه الفرقان فتبين أن الغرض من إنزال هذا القرآن هو بيان الحق وإزالة الخلاف والنزاع بين البشريه لكي تتم عليهم الحجه من خلاله ويتبين لهم الحق من الباطل ومعرفة اصولهم الواجب عليهم العمل بها والاعتقاد بها وقال سبحانه وتعالى بان القران ( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً ) فهذا القران يهدي للتي هي اقوم فما من شي يحتاجه الناس الا وذكره القران حتى يكون مصدر هداية لا مصدر اختلاف وقتال وانشقاق فالهدايه لا تكون الا بذكر الامور التي يجب على المسلمين الاعتقاد بها والعمل بها لان ديننا واحد منزل من الله العزيز الحكيم واصولنا واحده فلا يجب الاختلاف بها فاذا القران لم يذكر القضايا الاصوليه التي يحتاجها الانسان فلا يكون مصدر هداية للمسلمين اذ كيف يكون مصدر هداية وهو اهمل اهم القضايا الاصوليه التي لا يجب الاختلاف بها والاقتتال بسببها ولذك لم يذكر بعد هذه الايه الا اصول الهدايه من الايمان بالغيب واقامة الصلاة وايتاء الزكاة والايمان بالكتب والرسالات السابقة واليوم الاخر ووصف سبحانه وتعالى بان القران (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) فهذا القران العظيم انزله الله سبحانه وتعالى على نبينا عليه وعلى اله الكرام الطاهرين افضل الصلاة والتسليم ليخرج الناس من الظلمات الى النور فكيف الله يخرجهم من الظلمات من النور ويهمل اصول الاسلام ولا يبينها به حتى يعرف المسلم الحق من الباطل وما يحتاجه من امور دينه الواجب عليه اتباعها ولو كان القران ناقصا لاصول الاسلام لما صفه الله عز وجل بانه كتاب يخرج الناس من خلاله من الظلمات الى النور ويتبين من قول الله عز وجل (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ) انه مامن قضية اصوليه عليها مدار الدين والاسلام لم يبينها الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى تكفل بتبيان كل شي يحتاجه المسلم في دينه والدليل على كلامي ان كل الاصول التي عليها مدار الدين والاسلام قد اصلها القران وبينها احسن بيان فان قلت هات الدليل على ان الايه تعني الاصول دون الفروع على نحو التفصيل ؟ قلت : الله سبحانه وتعالى قد ذكر التوحيد والنبوة والمعاد والايمان بالملائكة والكتب والغيب والصلاة والزكاة والحج والصوم في القران الكريم واصلها تاصيلا قطعيا لا لبس فيه حتى على العوام بل ذكر .. بر الوالدين وتحريم الخمر وعدة المرأة ومدة رضاع الطفل بانه حولين كاملين والزواج والطلاق وحرمة الكذب ور ردالتحيه والدين والزنا بل ان القران فصل وشرح بعض الاصول وبين فروعها ..

القران فيه تبيان لكل شي. نعم بدليل قوله تعالى ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي) فهذا المولى عز وجل يقول بان كتابه العزيز المنزل على الرسول صلى الله عليه واله وسلم فيه تبيان لكل شي هذه الايه تدل على ان القران استوعب كل اصول الاسلام فمان من اصل الا واصله القران واثبته لان القران هو مرجعنا وهو دستورنا العظيم الذي لا يختلف المسلمين بحجيته فكل ما يحتاجه الانسان من الاصول سواء كانت عباديه او عمليه فهو موجود بها لان الله تكفل بتبيانه ومن هنا يتبين ويتضح ان كل اصل ورد بالتواتر فهو اصل بشري موضوع لان الله سبحانه وتعالى بين ان كتابه المنزل على الرسول ( ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي ) .. فتدبر وتفكر فمن المستحيل عقلا ان يكون هناك اصلا لم يبينه الله .. والله تعهد بتبيان كل شي . فكل اصل خارج عن حدود القران فهو اصل مكذوب .. فتامل

انتهى الجزء الأول و سأكمل الجزء الثاني في الحديث عن الآيات التي يستدل بها على تحريم المثلية الجنسية و بيانها .. فانتظروني

Sunday, May 4, 2008
إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية / الجزء الثاني

المثلية الجنسية في القرآن الكريم

أقوى ما يستدل به في تحريم المثلية الجنسية في القرآن الكريم هي قصة قوم لوط عليه السلام ، و تصوير المثلية الجنسية على أنها السبب في استحقاقهم العذاب الفظيع بغض النظر عن كونهم كفاراً جحدوا نبوة لوط عليه السلام و ارتكابهم لكثير من المحرمات التي ذكرها القرآن
الكريم بالإضافة إلى اعتدائهم على بيت النبي لوط عليه السلام و التعرض له و لو نظرنا إلى قصص الأنبياء عليهم السلام لرأينا أن أغلب الأقوام قد كذبوا أنبيائهم و ناصبوهم العداء فاستحقوا بذلك عذاب الله الشديد
وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ 42-44الحج

كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ 12 ص كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالْأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ 5 غافر وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ أُوْلَئِكَ الْأَحْزَابُ إِن كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ13ص -14
فواضح أن الله سبحانه قال أنهم استحقوا العقاب أو فحق عقاب بسبب تكذيبهم الرسل و هذا هو السبب الذي ذكره الله سبحانه لتعذيبهم و نيلهم الجزاء على تكذيب الرسل ، فأعجب بعد ذلك من تخصيص قوم نبي من الأنبياء بالعذاب و ربط ذلك فقط بالمثلية الجنسية و كأنها الذنب الذي استحقوا بسببه العذاب و القرآن بكل وضوح يذكر أن سبب العقاب هو تكذيبهم للرسل لا غير فأي سبب يبقى من بعد قوله تعالى؟
فقوم صالح عليه السلام عاقبهم الله بسبب عقر ناقة أفلا يعذب قوم لوط ع لاعتدائهم على داره و ضيوفه و كفرهم بالله العظيم ؟
وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَاذْكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِن سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الْجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُواْ آلاء اللّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِين قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا بِالَّذِيَ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ فَعَقَرُواْ النَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُواْ فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ 73-79 الأعراف
فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُم بِذَنبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) سورة الشمس
وعلى هذا يبين الله سبحانه سننه في الكون (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 62 الأحزاب
(سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) 23 الفتح ، ولن للتأبيد كما نعلم ، و قال الله سبحانه (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ الْمُرْسَلِينَ) 160 الشعراء ، هذا الآية تدل على بعث عدة رسل في قوم لوط غير لوط عليه السلام ولكن لم نعلم عنهم شيئا و قد كذبوهم جميعاً ، (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ) 33
القمر ، و على هذا استحقوا الجزاء الإلهي كما مر في من قبلهم من الأقوام ومن بعدهم ، وليس لمجرد المثلية الجنسية ولا دليل في استحقاقهم هذا الجزاء بسبب المثلية الجنسية قطعاً لما مر معنا بنص آي القرآن الكريم
ومما يستدل به على عقاب قوم لوط ع بسبب المثلية الجنسية من قبل بعض المفسرين و الفقهاء بالإستنباط الظني الذي فندناه في الجزء الأول من البحث هي هذه الآية
إِنَّ قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ مَّنضُودٍ مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ81-83 هود



ففسر البعض الظالمين هنا أنهم من يمارسون المثلية الجنسية رغم أنه لا دليل على ذلك من القرآن الكريم ، و تناسوا أفعال قوم لوط عليه السلام الأخرى و يكفي منها تكذيبهم للرسل وقطعهم للسبيل و كفرهم بالله العظيم ، و ممن قال بقولنا في تفسير هذه الآية أن الآية تعني كل ظالم بالعموم و خصوصاً من أشرك بالله كالمشركين في مكة وليس ما ذهب إليه البعض بفهمهم الخاطئ اعتمادا على إسرائيليات و روايات موضوعة ، عشرات المفسرين من السنة و الإمامية ومنهم المفسر الكبير الطبري في تفسير هذه الاية : وأما قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ فإنه يقول تعالـى ذكره متهدّدا مشركي قريش: وما هذه الـحجارة التـي أمطرتها علـى قوم لوط من مشركي قومك يا مـحمد ببعيد أن يـمطروها إن لـم يتوبوا من شِركهم وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل. ذكر من قال ذلك:14301ـ حدثنا مـحمد بن الـمثنى, قال: حدثنا أبو عتاب الدلال سهل بن حماد, قال: حدثنا شعبة, قال: حدثنا أبـان بن تغلب, عن مـجاهد, فـي قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ ببَعِيدٍ قال: أن يصيبهم ما أصاب القوم.14302ـ حدثنـي مـحمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ قال: يرهب بها من يشاء.حدثنـي الـمثنى, قال: حدثنا إسحاق, قال: حدثنا عبد الله, عن ورقاء, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.قال: حدثنا أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبـي نـجيح, عن مـجاهد, مثله.14303حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن ابن جريج, عن مـجاهد, مثله.ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ يقول: ما أجار الله منها ظالـما بعد قوم لوط.
ـ حدثنـي مـحمد بن عبد الأعلـى, قال: حدثنا مـحمد بن ثور, عن معمر, عن قتادة وعكرمة:
وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبِعِيدٍ يقول: لـم يبرأ منها ظالـم بعدهم.حدثنا علـيّ بن سهل, قال: حدثنا ضَمْرة بن ربـيعة, عن ابن شَوْذَب, عن قتادة, فـي قوله: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ قال: يعنـي ظالـمي هذه الأمة, قال: والله ما أجار منها ظالـما بعد.ـ 14305حدثنا موسى بن هارون, قال: حدثنا حماد, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ يقول: من ظَلَـمة العرب إن لـم يتوبوا فـيعذّبوا بها.14306ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, عن أبـي بكر الهذلـيّ بن عبد الله, قال يقول: وَما هِيَ مِنَ الظّالِـمِينَ بِبَعِيدٍ من ظلـمة أمتك ببعيد, فلا يأمنها منهم ظالـم
_____ ____
و كذلك قال السيوطي في الدر المنثور في تفسير الآية : (وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه
في قوله {وما هي من الظالمين ببعيد} قال: يرهب بها قريشا أن يصيبهم ما أصاب القوم.وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه {وما هي من الظالمين ببعيد} يقول: من ظلمة العرب إن لم يؤمنوا أن يعذبوا بها.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع في الآية قال: كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظر متى يؤمر أن يقع به، فخوف الظلمة فقال: وما هي من الظالمين ببعيد.وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {وما هي من الظالمين ببعيد} قال: من ظالمي هذه الأمة، ثم يقول: والله ما أجار الله منها ظالما بعد.
______
تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 6 - ص 2069 -
قوله تعالى : وما هي من الظالمين ببعيد11113حدثنا حجاج بن حمزه ثنا شبابة ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله : وما هي من الظالمين ببعيد قال : - يرهب بها قريش - حدثنا أبي ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا محمد بن ثور عن معمر عن قتادة وعكرمة وما هي من الظالمين ببعيد قال : لم يبرا منها ظالم بعدهم - حدثنا أبو زرعة ثنا عمر بن حماد ثنا أسباط عن السدى قوله وما هي من الظالمين ببعيد قال : لم يبرا منها ظالم بعدهم - حدثنا أبو زرعة ثنا عمرو بن حماد ثنا أسباط عن السدى قوله : وما هي من الظالمين ببعيد يقول : من ظلمه العرب ان لم يؤمنوا فيعذبوا بها - حدثنا أبي ثنا أحمد بن عبد الرحمن ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع قوله : وما هي من الظالمين ببعيد قال : كل ظالم فيما سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظره متى
يؤمتر ان يقع به فخوف الظلمة فقال وما هي من الظالمين ببعيد - حدثنا أبي ثنا الحسين بن واقع الرملي ثنا ضمره عن ابن شوذب عن قتادة في قوله وما هيمن الظالمين ببعيد قال : من ظالمي هذه الأمة ثم يقول والله مااجز الله منها ظالما بعده قوله تعالى : والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله الآية
__________
تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج 2 - ص 127 - 128*
مسومة* ، يعنى معلمة ، * ( عند ربك ) * ، يعنى جاءت من عند الله عز وجل ، ثمقال
: * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * [ آية : 83 ] ؛ لأنها قريب من الظالمين ، يعنى منمشركي مكة ، فإنها تكون قريبا ، يخوفهم منها ، وسيكون ذلك في آخر الزمان ، يعنى ماهي ببعيد ؛ لأنها قريب منهم ، والبعيد ما ليس بكائن ، فذلك قوله : * ( إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا ) * [ المعارج : 6 ، يعنى كائنا
__________
تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج 5 - ص 184" *
وما هي * يعني تلك الحجارة " * ( من الظالمين ) * ) من مشركي مكة " * ( ببعيد ) * ) قال مجاهد : يرهب بها قريشا ، قتادة وعكرمة : يعني ظالمي هذه الأمة والله ما أجار الله منها ظالما بعد ، وقال أنس بن مالك : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل ( عليه السلام ) عن قوله تعالى " * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * ) قال : يعني بها ظالمي أمتك ، ما من ظالم منهم إلا هو يعرف أي حجر سقط عليه .
____________
تفسير الواحدي - الواحدي - ج 1 - ص 529 - 530 * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * يعني كفار قريش يرهبهم بها .
___________
تفسير السمعاني - السمعاني - ج 2 - ص 450وقوله : * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) يعني : من ظالمي أهل مكة ببعيد .وقد روي في بعض الآثار : أن على رأس كل ظالم حجرا معلقا في السماء ينتظر أمر الله تعالى . وهذا من الغرائب ، والله أعلم .
___________
زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 114قوله تعالى وما هي من الظالمين ببعيد - في المراد بالظالمين ها هنا ثلاثة أقوال :أحدها : أن المراد بالظالمين ها هنا : كفار قريش ، خوفهم الله بها ، قاله الأكثرون
.والثاني : أنه عام في كل ظالم ، قال قتادة : والله ما أجار الله منها ظالما بعد قوم لوط ، فاتقواالله وكونوا منه على حذر .والثالث : أنهم قوم لوط ، فالمعنى : وما هي من الظالمين ، أي : من قوم لوط ببعيد ،والمعنى : لم تكن لتخطئهم ، قاله الفراء .
______________
تفسير النسفي - النسفي - ج 2 - ص 167* ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * بشئ بعيد وفيه وعيد لأهل مكة فإن جبريل عليه السلام قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى ظالمي أمتك ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض جحر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة أو الضمير للقرى أي هي قريبة من ظالمي مكة يمرون بها في مسايرهم *
_____________
تفسير الرازي - الرازي - ج 18 - ص 39ثم قال : * ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * يعني به كفار مكة ، والمقصود أنه تعالى يرميهم بها . عن أنس أنه قال : سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن هذا فقال : يعني عن ظالمي أمتك ، ما من ظالم منهم إلا وهو بمعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة . وقيل : الضمير في قوله : * ( وما هي ) * للقرى . أي وما تلك القرى التي وقعت فيها هذه الواقعة من كفار مكة ببعيد ، وذلك لأن القرى كانت في الشأم ، وهي قريب من مكة .
_____________
تفسيرالبيضاوي - البيضاوي - ج 3 - ص 251 - 252 ( وما هي من الظالمين ببعيد ) * فإنهم بظلمهم حقيق بأن تمطر عليهم وفيه وعيد لكل ظالم وعنه صلى الله عليه وسلم انه سأل جبريل عليه السلام فقال يعني ظالمي أمتك ما من ظالم منهم إلا وهو بعرض حجر يسقط عليه من ساعة إلى ساعة وقيل الضمير للقرى أي هي قريبة من ظالمي مكة يمرون بها في أسفارهم إلى الشام وتذكير البعيد على تأويل الحجر أو المكان .
______________
تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج 2 - ص 99* ( الظالمين ) * من قريش أو العرب ، أو ظالمي هذه الأمة ، أو كل ظالم وأمطرت الحجارة على المدن
حين رفعها ، أو على من كان خارجا عنها من أهلها
. _______________
مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - ص 53بعد : البعد ضد القرب وليس لهما حدمحدود وإنما ذلك بحسب اعتبار المكان بغيره يقال ذلك في المحسوس وهو الأكثر وفى المعقول نحو قوله تعالى : ( ضلوا ضلالا بعيدا ) وقولهعز وجل : ( أولئك ينادون من مكانبعيد ) يقال بعد إذا تباعد وهو بعيد ( وما هو من الظالمين ببعيد ) وبعد مات والبعد أكثرما يقال في الهلاك نحو : ( بعدت ثمود ) وقدقال النابغة :* في الأدنى وفى البعد *والبعد والبعد يقال فيه وفى ضد القرب قالتعالى : ( فبعدا للقوم الظالمين - فبعدا لقوملا يؤمنون ) وقوله تعالى : ( بل الذينلا يؤمنون بالآخرة في العذاب والضلال البعيد )أي الضلال الذي يصعب الرجوع منه إلى الهدىتشبيها بمن ضل عن محجة الطريق بعدا متناهيا فلا يكاد يرجى له العود


Thursday, May 8, 2008
إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية /الجزء الثالث


إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية / الجزء الثالث

المثلية الجنسية في القرآن الكريم

نبي الله إبراهيم عليه السلام و المثلية الجنسية


تحدثنا في الجزء الثاني عن الآيات التي أخذها بعض الفقهاء مطية لتحريم المثلية الجنسية و معاقبة من يمارسها ، ولأنهم لم يجدوا آية تبين حد المثلية الجنسية أخذوا في اختراع حدود ما أنزلها الله ، و ذلك أن يرموا المثلي من شاهق !! و كأنهم يمثلون المشيئة الإلهية في الأرض ومن أين لهم تطبيق هذا الحد إلا بتأويل آية ( وما هي من الظالمين ببعيد ) و بينا بعشرات الروايات و المصادر الإسلامية الأولية في التفسير عدم تعلق الآية بما ذهبوا إليه فقولهم لا أساس له من الصحة لا القرآن الكريم يسعفهم ولا التراث الإسلامي الصحيح .

و لم يقف هؤلاء عند هذا الحد فاعترضوا على العقل قائلين : كيف تقحمون العقل في أمر الدين ؟ و لماذا كل هذا التشبث بالعقل و هو يخطئ آلاف المرات ؟ فالعقل ليس له أن يتدخل في أمر الدين ، و على الإنسان أن يُخطئ عقله ، و لو رأينا حديثاً يوافق العقل فهو غير صحيح مهما كان العقل قوياً في حجته ، وما علينا إلا إيقاف العقل عند حده .

و كلامهم هنا يشبه كلام المسيحيين مع احترامي حيث يقولون: لا حق للعقل أن يتدخل في أمر الدين ، و أن الله هو يسوع و يسوع هو الله وكفى ، وأن منشأ العالم هو الله الواحد ، وفي نفس الوقت الذي هو فيه واحد ، وهو ثلاثة أيضاً ، ولا أدري كيف يمكن أن يكون الله واحداً و يكون ثلاثة في آن واحد ؟ و العقل يرفض هذا المنطق السقيم لكنهم لا يقبلون بحكمه ، ويقولون ليس من حقه أن يتدخل في المواضيع الدينية .

و هكذا بعض الفقهاء كلما كان هناك استدلال عقلي في قضية من القضايا ، كانوا يرفضونه ، وعنادهم للعقل أن لا حق له أن يتدخل ، ولو أنهم قالوا:أن قدحاً من الشاي يمكن أن يستوعب ماء بحرٍ بكامله ، واعُترض عليهم أن هذا لا يتصوره العقل ولا يصدقه لرفضه بقولهم:أن العقل ليس له ان يتدخل و يكون فضولياً ، وبسبب عنادهم هذا ، وجهلهم و تعنتهم فقد استغلهم أعداء الإسلام من المحتالين النابهين إذ اختلقوا أحاديث و روايات كاذبة ووضعوها تحت تصرفهم ، ووضع اليهود و النصارى وغيرهم من المغرضين أحاديث كثيرة و قدموها إليهم ، فلم يعترضوا ولم يقولوا شيئاً لسذاجتهم و سطحيتهم و سرعة تصديقهم بالأمور .
و أما القرآن فكيف تعاملوا معه ؟ وكيف أعرضوا عنه جانباً من أجل إثبات حجية الأحاديث و الأخبار ؟ إنهم لم يقولوا ان القرآن ليس كتاب الله ، ولم يكن في وسعهم ذلك ، بل قالوا ان القرآن أسمى من ان يفهمه الناس العاديون ، و يتوقف فهمه علينا فنحن وحدنا من نفهمه ، وقد نزل لنفهمه نحن و نحن فقط و كأننا لسنا المخاطبين بالقرآن ؟ و بأقوالهم هذه افقدوا القرآن هيبته و مكانته وحجيته لدى الناس وذلك لكي يرسخوا في أذهانهم ان المصدر الوحيد الذي يجب الرجوع إليه "نحن" ، ولا حاجة بنا إلى الاجتهاد ، لأن الاجتهاد يعني إعمال الفكر و تحكيم الرأي ، في حين ان المعنى الأصلي للاجتهاد هو ان ننظر ماذا يقول القرآن ، و أي الأحاديث صحيحة (وليس مجرد صحة السند لأنه مجرد قرينة على الصحة لا القرينة الوحيدة إن عارض الحديث القرآن أو الأدلة اليقينية وليس هذا موضع التفصيل ) و أي منها ضعيفة ، وان نستعمل العقل لننظر ماذا يعطي من رأي ، هذا هو الاجتهاد أما هؤلاء فيقولون اتركوا هذا الكلام جانباً و ما عليكم إلا بالأخبار و ما نفسره لكم ، و ما أدراك ما الأخبار ؟ إذ فيها الغث و السمين ، وفيها مما يفقد القرآن مكانته أحياناً .

و يعجبني قول لصاحب كتاب الحل الفلسفي يقول فيه : ( لأن العلم الذي يأتي من الله له باب لا يفتح إلا بمفتاح الذل و العبودية لله ، لذلك فالمتدينون أنفسهم وعلماء الدين ذاتهم هم أكثر الخلق بعداً عن ولوج هذا الباب ، لأننا نراهم بأم أعيننا يتكلمون نيابة عن الله ، و يشرعون باسمِهِ ، ويفسرون كلامه بكلامهم ، ويقترحون نيابة عنه مقترحات كثيرة ، ويدرسونه كموضوعٍ أو ذاتٍ ممكنة التفسير ، ويقلبون أشياءه كلها بالمقلوب ، ويضعون عليها ركاماً من عقائدهم و رغباتهم و هواجسهم ، فهناك إلهٌ معينٌ و كتابٌ معينٌ و رسولٌ معينٌ لكُل واحد منهم و إن تشابهت الأسماء وتوحدت قبلة الصلاة و اتفق صوت الأذان و دق الناقوس ، لأنك لا تستطيع أن تختبرهم في الحرب و في الفتنة وفي سفك الدماء ، و تختبرهم أيضاً عند الجدل و النقاش لتحصي مقدار الافتراء و الكذب . فالحجيج ضجيجٌ ، و الصلاة مكاءٌ ، و الكتابُ زُبُرٌ ، و السُننُ رجالُ ، و القضاءُ قياسٌ ، و الحُكمُ اختيارٌ ، و الشر جبر ، و الخير قدر ، و المال حظوظ ، و الحاكم وليٌ ، و الأصل فرع ، و الفرع أصل ، و المستحبات ضرورات ، و الواجبات متروكات ، و العلم طاقة ، و المعرفة تقليد ، و الاجتهاد ظن ، و الآيات تفسير ، و البينات مجاز ، والأمثال استعارات ، واللغة مرادفات ، والأرزاق أكاذيب ، والصدق غلو ، إلى أشياء كثيرة جداً)اً)

ربما قد أطلت في المقدمة لأني احتجت إليها لأوضح بعض الأمور و أزيل الغشاء عن أعين قد أعميت عن رؤية الحقيقة

يحدثنا القرآن الكريم عن إرسال الله تعالى الملائكة بصورة غلمان مرد بوجه جميل كما يقول المفسرون ، لنبي الله إبراهيم عليه السلام و عن الجدال الذي جادله إبراهيم مع الملائكة عندما علم أنهم مرسلون لعقاب قوم لوط عليه السلام ، حيث يقول القرآن الكريم

فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ (74) سورة هود

إننا نلاحظ الأمور التالية :1

قول بعض أهل التفسير :1
" إن قلق إبراهيم عليه السلام إنما كان على مصير النبي لوط ( عليه السلام ) وذلك استنادا إلى قول إبراهيم للملائكة : ( إن فيها لوطا ( غير صحيح فإن هذا القول لا يدل إلا على توقعه أن وجود لوط سيمنع من أن ينالهم العذاب . . ولا يدل على اعتقاده أن العذاب - لو نزل - سيحيق بلوط أيضا .

إن الله سبحانه قد صرح بأن جدال إبراهيم إنما كان في قوم لوط ، قال تعالى :1
فلما ذهب عن إبراهيم الروع ، وجاءته البشرى * يجادلنا في قوم لوط * إن إبراهيم لحليم أواه منيب * يا إبراهيم أعرض عن هذا ( أي عن رفع العذاب عن قوم لوط ) إنه قد جاء أمر ربك * وإنهم آتيهم عذاب غير مردود. لماذا يتهم إبراهيم ( عليه السلام ) شيخ الأنبياء ، وأفضلهم بعد نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنه كان متسرعا في موقفه ، وواقعا تحت تأثير المفاجأة ، حتى إنه حينما جاءته الملائكة بالبشرى استغرب ذلك واستبعده كما أنه قد عرض به ( عليه السلام ) بعض المفسرين حين اعتبروا أن ليس من الضروري أن يكون إبراهيم ( عليه السلام ) مستحضرا في نفسه لكل الأمور المتصلة بالأحداث بحيث يفقد عنصر المفاجأة في كل شيء .
ولا يمكن أيضا أن تختلط عليه الأمور فيظن أن الله سبحانه ينزل العذاب بحيث يشمل حتى نبيه الذي أرسله . . فإن غضب الله سبحانه ليس عشوائيا بحيث لا تبقى ثمة ضوابط أو معايير لما يصدر عنه ومنه ، وحاشا إبراهيم أن يظن بالله ذلك

وإذا كان هذا البعض قد أدرك هذه الحقيقة ، وهي إساءة القوم واستحقاقهم نزول العذاب عليهم ، ثم نزوله بالفعل ، ونبي الله فيهم معناه هلاك ذلك النبي الأمر الذي لا بد أن يمنع من نزول العذاب - نعم إذا أدرك هذا البعض ذلك فكيف لم يدركه
إبراهيم النبي ( صلوات الله وسلامه عليه ) ؟ .


وقد كان من المفروض : أن يثور احتمال لدى إبراهيم ، إن يخرج الملائكة لوطا من بين قومه ، ثم يهلكونهم بما فعلت
أيديهم .
إن هذا البعض قد ادعى أن إبراهيم خاف على لوط ، ولم يكن يعرف أن الله ينجي أنبياءه من عذاب الاستئصال .
ونقول

إن العقل يرفض أخذ البريء بذنب المجرم ، كما أن النصوص القرآنية قد ألمحت وصرحت مرارا وتكرارا بأن الله لا يظلم أحدا ، ولا يعامل البريء والمذنب على حد سواء ، ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ). وصرحت الآيات أيضا بأنه تعالى إنما يهلك أهل القرى بظلمهم ، ويأخذهم بذنوبهم بل صرحت بأن الله ينجي المؤمنين ، ويهلك من عداهم فقد قال تعالى واسألهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر ، إذ يعدون في السبت ، إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ، كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون . وإذ قالت أمة منهم : لم تعظون قوما الله مهلكهم ، أو معذبهم عذابا شديدا ، قالوا : معذرة إلى ربكم ، ولعلهم يتقون . فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء ، وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون ، فلما عتوا عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين

وبعدما تقدم نقول صحيح أن السنة الإلهية جارية على أن عذاب الاستئصال إذا نزل ، فإنه يعم كل من نزل عليهم . .
ولكن من الواضح أيضا : أن العذاب إنما ينزل على خصوص المجرمين ، إما لارتكابهم الجرائم فعلا ، أو لأجل رضاهم بها وعدم قيامهم بواجبهم في رفعها ، وعدم تحريكهم ساكنا في مواجهتها . فيأخذهم الله بذنوبهم نفسها . . فهل يمكن اتهام لوط بأنه مقصر في واجباته ، أو أنه مرتكب للجرائم أو راض بارتكابها ؟ ! أو هل يمكن اتهام إبراهيم بأنه يجهل هذه الحقيقة أعني حقيقة أن الله لم يكن ليعذب نبيه بعذاب الاستئصال ؟ بل ينجيه منه وينجي من آمن معه ؟

ولأجل ذلك نجد أن الله سبحانه لم يغرق قوم نوح حتى صنع نوح السفينة ، وحمل بها كل من آمن معه ، فلماذا لم يتعلم إبراهيم - عليه السلام - من هذه القضية بالذات إن الله تعالى كما أنه يميت متفرقا ، إما لمصلحتهم ، أو لمصلحة آبائهم ، أو لمصلحة النظام الكلي ، كذلك قد يقدر موتهم جميعا في وقت واحد لبعض تلك المصالح .
وليس ذلك على جهة الغضب عليهم ، بل رحمة لهم ، لعلمه تعالى بأنهم يصيرون بعد بلوغهم كفارا ، أو يعوضهم في الآخرة ، ويميتهم لردع سائر الخلق عن الاجتراء على مساخط الله ، أو غير ذلك .
مع أنه ليس يجب على الله تعالى إبقاء الخلق أبدا ، فكل مصلحة تقتضي موتهم في كبرهم ، يمكن جريانها في موتهم عند صغرهم ، والله تعالى يعلم.1
و نعرض بعض أقوال المفسرين من السنة و الإمامية الإثناعشرية لنستخلص منها ما نريد توضيحه:1

زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 105 - 106
( يجادلنا ( فيه إضمار أخذ وأقبل يجادلنا ، والمراد : يجادل رسلنا .

------------------------
مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - ص 89 - 90
جدل : الجدال المفاوضة على سبيل المنازعة والمغالبة وأصله من جدلت الحبل أي أحكمت فتله ومنه الجديل ، وجدلت البناء أحكمته ودرع مجدولة . والأجدل الصقر المحكم البنية ، والمجدل القصر المحكم البناء ، ومنه الجدال فكأن المتجادلين يفتل كل واحد الآخر عن رأيه ، وقيل الأصل في الجدال الصراع وإسقاط الانسان صاحبه على الجدالة وهي الأرض الصلبة ، قال الله تعالى : وجادلهم بالتي هي أحسن - الذين يجادلون في آيات الله - وإن جادلوك فقل الله أعلم - قد جادلتنا فأكثرت جدالنا - وقرئ - جدلنا - ما ضربوه لك إلا جدلا - وكان الانسان أكثر شئ جدلا وقال تعالى : وهم يجادلون في الله - يجادلنا في قوم لوط - وجادلوا بالباطل - ومن الناس من يجادل في الله - ولا جدال في الحج - يا نوح قد جادلتنا

-----------------------
الفروق اللغوية - أبو هلال العسكري - ص 158 - 159
0 الفرق بين الجدال والحجاج: الفرق بينهما أن المطلوب بالحجاج هو ظهور الحجة .
والمطلوب بالجدال : الرجوع عن المذهب ، فإن أصله من الجدل ، وهو شدة القتل ، ومنه الأجدل لشدة قوته من بين الجوارح ، ويؤيده قوله تعالى : " قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا " . وقوله تعالى : " وجادلهم بالتي هي أحسن " . وذلك أن دأب الأنبياء عليهم السلام كان ردع القوم عن المذاهب الباطلة ، وإدخالهم في دين الله ببذل القوة والاجتهاد في إيراد الأدلة والحجج .
هذا وقد يراد بالجدال مطلق المخاصمة ، ومنه قوله تعالى : " فما أنتم هؤلاء
جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة ".

----------------------------

تفسير البغوي - البغوي - ج 2 - ص 394
يجادلنا في قوم لوط فيه إضمار أي : أخذ وظل يجادلنا .

--------------------------------
جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 102 - 107
قوله : يجادلنا في قوم لوط يقول : يخاصمنا . كما : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : يجادلنا : يخاصمنا .
حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .
وزعم بعض أهل العربية من أهل البصرة أن معنى قوله : يجادلنا يكلمنا ، وقال : لان إبراهيم يجادل الله إنما يسأله ويطلب منه . وهذا من الكلام جهل ، لان الله تعالى ذكره أخبرنا في كتابه أنه يجادل في قوم لوط ، فقول القائل : إبراهيم لا يجادل ، موهما بذلك أن قول من قال في تأويل قوله : يجادلنا يخاصمنا ، أن إبراهيم كان يخاصم ربه جهل من الكلام ، وإنما كان جداله الرسل على وجه المحاجة لهم . ومعنى ذلك : وجاءته البشرى يجادل رسلنا ، ولكنه لما عرف المراد من الكلام حذف الرسل .
-----------------------------------

التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 547
* يجادلنا في قوم لوط * : يجادل رسلنا في شأنهم ومعناهم .
--------------------------------------

التبيان - الشيخ الطوسي - ج 6 - ص 35 - 37
قوله تعالى :
فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط ) ( 74 ) آية في الكوفي والمدني .
أخبر الله تعالى انه حين ذهب عن إبراهيم الروع ، وهو الافزاع ، يقال : راعه يروعه روعا إذا أفزعه قال عنترة : ما راعني الا حمولة أهلها * وسط الديار تسف حب الخمخم أي ما أفزعني ، وارتاع وارتياعا إذا خاف . و ( الروع ) بضم الراء النفس ، يقال ألقي في روعي ، وهو موضع المخافة و " جاءته البشرى " يعنى بالولد " يجادلنا " وتقديره جعل يجادلنا ، فجواب ( لما ) محذوف لدلالة الكلام عليه ، لان ( لما ) تقتضيه ، والفعل خلف منه . وقال الأخفش ( يجادلنا ) بمعنى جادلنا . وقال الزجاج : يجوز أن يكون ذلك حكاية حال قد جرت ، والا فالجيد ان تقول : لما قام قمت ، ولما جاء جئت . ويضعف ان تقول : لما قام أقوم ، والتقدير في الآية لما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى اقبل يجادلنا واخذ يجادلنا .
وقوله " يجادلنا " يحتمل معنيين أحدهما يجادل رسلنا من الملائكة - في قول الحسن - الثاني - يسألنا في قوم لوط . والمعنى انه سأل الله ، إلا أنه استغني بلفظ ( يجادلنا ( لأنه حرص في السؤال حرص المجادل .
---------------------------
وهنا يمكن أن يقال هذا السؤال ، وهو : لم تباحث إبراهيم ( عليه السلام ) مع رسل الله وجادلهم في قوم آثمين ظالمين - كقوم لوط - وقد أمروا بتدميرهم ، في حين أن هذا العمل لا يتناسب مع نبي - خاصة إذا كان إبراهيم ( عليه السلام ) في عظمته وشأنه ؟

هذه المجادلة إن كانت مع الله تعالى فهي جراءة على الله ، والجراءة على الله تعالى من أعظم الذنوب ، ولأن المقصود من هذه المجادلة إزالة ذلك الحكم وذلك يدل على أنه ما كان راضيا بقضاء الله تعالى وإن كانت هذه المجادلة مع الملائكة فهي أيضا عجيبة ، لأن المقصود من هذه المجادلة أن يتركوا إهلاك قوم لوط ، فإن كان قد اعتقد فيهم أنهم من تلقاء أنفسهم يجادلون في هذا الإهلاك فهذا سوء ظن بهم . وإن اعتقد فيهم أنهم بأمر الله جاؤوا فهذه المجادلة تقتضي أنه كان يطلب منهم مخالفة أمر الله تعالى وهذا منكر

نجيب بأن القرآن أعلمنا ان قوم لوط ع قد كذبوا المرسلين و كفروا بالله العظيم و اتبعوا سنن من كان قبلهم كقوم نوح ع ، ولكن لا نجد أن أحد من الأنبياء جادل أمر الله و رسله في ذلك ، و الأقوى و الأظهر أن ترفضه بقية الأمم فكيف بنا و شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام هل يدافع عن الظالمين ؟ ان كانت الفاحشة التي قام بها قوم لوط على رأي المفسرين أنها مجرد اللواط أو المثلية الجنسية ( و الملاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم مطلقاً و جردوا أفعالهم من الكفر و اغتصاب المارة المسافرين عنوة و ممارستها في العلن و هم يبصرون بعضهم البعض ) التي لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم بحسب قولهم ، وهل كان فعلا الاتصال الجنسي المثلي مخترعاً حاز براءة اختراعه قوم لوط ع أم التاريخ يثبت عكس ذلك و هذا يؤكد أن الفعل الذي قاموا به يتعدى مجرد الجنس المثلي و هذا ما وصف القرآن بالإسراف و سنأتي له في الجزء الرابع ، و نسأل هل كان يجهل و العياذ بالله نبي الله إبراهيم ع ذلك لدرجة أن يقول بعض المفسرين كالطبري و مجاهد أنه خاصم ربه لذلك ؟

تفسير مجاهد - مجاهد بن جبر - ج 1 - ص 306
نا عبد الرحمن نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يجادلنا في قوم لوط قال يخاصمنا في قوم لوط

هل مجرد ممارسة الجنس المثلي تستحق العقاب الإلهي ؟ و قد فندنا ذلك في الجزء الثاني بما لا يدع مجالاً للشك من خلال الآيات القرآنية ، و إذا سلمنا جدلاً بذلك نزولاً عند من يقول أنه لا توجد حالة جنسية مثلية في ما وصل إلينا من النصوص و الآثار التي تسبق عهد إبراهيم ع و الواقع يثبت عكس ذلك و سنثبت ذلك في الأجزاء القادمة فهل نكذب القرآن و أنبياء الله أم التفسير الخاطئ له ؟


شكراً لوقتكم و انتظروا الجزء الرابع
------------------------------
Wednesday, August 20, 2008
إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية / الجزء الرابع


مر بنا في الجزء الثالث تعرضنا لجدال نبي الله إبراهيم عليه السلام أو مخاصمته كما قال بعض السلف لدفع العذاب عن قوم لوط عليه السلام ، وبينا بعض خفايا هذا الجدال و أثرنا إشارات لم يسبق للمفسرين إثارتها ،و قوم لوط ع الذين قد كذبوا المرسلين و كفروا بالله العظيم و اتبعوا سنن من كان قبلهم كقوم نوح عليه السلام ، ولكن لا نجد أن أحد من الأنبياء جادل أمر الله و رسله في ذلك ، و الأقوى و الأظهر في جريمة لا سابق لها في البشرية أن ترفضه بقية الأمم فكيف بنا و شيخ الأنبياء إبراهيم عليه السلام فهل كان يدافع عن فعل لم يسبق أن أرتكبه أحد من العالمين ؟ ان كانت الفاحشة التي قام بها قوم لوط على رأي المفسرين مجرد اللواط ( إن سلمنا جدلا بصحة العبارة ) أو المثلية الجنسية ( و الملاحظ أن هذه الكلمة لم ترد في القرآن الكريم مطلقاً و جردوا أفعالهم من الكفر و اغتصاب المارة المسافرين عنوة و ممارستها في العلن و هم يبصرون بعضهم البعض ) التي لم يسبقهم إليها أحد من قبلهم بحسب قولهم ، وهل كان فعلا الاتصال الجنسي المثلي مخترعاً حاز براءة اختراعه قوم لوط ع أم التاريخ يثبت عكس ذلك و هذا يؤكد أن الفعل الذي قاموا به يتعدى مجرد الجنس المثلي و هذا ما وصف القرآن بالإسراف و وسنبينه بعونه تعالى في هذا الجزء ، و نسأل هل كان يجهل و العياذ بالله نبي الله إبراهيم ع ذلك لدرجة أن يقول بعض المفسرين كالطبري و مجاهد أنه خاصم ربه لذلك ؟ وهل سؤال يطرح نفسه هل يعقل أن تشتد شدة دفاع إبراهيم عليه السلام إلى الجدال في أمر الله تعالى ، لدرجة أن ينسب الجدال إلى الله تعالى ذاته فيقول الله : يجادلنا ؟

هذا يبين صحة ما ذهبنا إليه إذا المسألة ليست متعلقة بمجرد جداله عليه السلام بل منطقياً و عقلياً إن كان القرآن يقصد في حديثه عن الفاحشة مجرد ممارسة المثلية الجنسية لكان ذلك أدعى أن بقية الأمم لأنه أمر جديد لم يسبقهم إلى فعله أحد ، ولكن الواقع نجد أن الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد هي مجموعة جرائم كان من بينها ممارساتهم الجنسية الخاطئة العلنية ، لاحظ طريقة الممارسة ليست الممارسة بعينها ، فجدال إبراهيم عليه السلام لم تكن لمجرد طلب الشفاعة والرحمة من الله تعالى ، و إلا لكان ذلك أدعى أن يستحقوا عليها العذاب لا الرحمة ، و الدليل على ذلك أن قوم نوح عليه السلام كانت جريمتهم تكذيب نبي الله نوح عليه السلام والاستهزاء به و الإشراك بالله تعالى ، ولم يحدثنا القرآن عن جرائم أخرى لهم كما حدثنا عن قوم لوط عليه السلام بالتفصيل ، ولكن رغم ذلك نجد أن نبي الله نوح عليه السلام يدعوا عليهم ! ويقول :

(وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا(سورة نوح 26-27

يستحيل أن تتناقض أهداف الأنبياء أو أن تعترض مهمتهم التبليغية عواطفهم و أهوائهم لكونهم الوسيط المعصوم بين الخالق و عباده ، وبذلك نخلص إلى أن المثلية الجنسية ليست الذنب الذي بسببه عوقب قوم لوط عليه السلام و كذلك ليست المعنية في تحريم القرآن الكريم لجرائم قوم لوط عليه السلام .


يقول الله تعالى : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون ) َسورة الأعراف 80 – 81


يحكي الله سبحانه عن قصة لوط عليه السلام وقومه وخطابه لهم بنصحهم و إرشادهم عن الكف عن مخالفة أمر المولى عز وجل ، بإتيان الفاحشة ولكن لماذا أختار القرآن لفظ الإتيان و ماذا عنى بالفاحشة ولماذا بألف لام التعريف ؟ ____________________________________________


يقول صاحب تاج العروس - الزبيدي - ج 19 ص 136 - 140

[ أتى ] : ي أتيته أتيا وإتيانا وإتيانة ، بكسرهما ، ومأتاة وأتيا ، بالضم كعتي ويكسر ؛ اقتصر الجوهري على الأولى والثانية والرابعة ، وما عداهن عن ابن سيده ؛ جئته .
وقال الراغب : حقيقة الإتيان المجيء بسهولة .
قال السمين : الإتيان يقال للمجيء ، بالذات وبالأمر والتدبير ، وفي الخير والشر ومن الأول قوله :
* أتيت المروءة من بابها *
وقوله تعالى : ( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ) ، أي لا يتعاطون .
قال شيخنا : أتى يتعدى بنفسه ؛ وقولهم : أتى عليه ، كأنهم ضمنوه معنى نزل ، كما أشار إليه الجلال في عقود الزبرجد . وقال قوم : إنه يستعمل لازما ومتعديا ، انتهى .

وفي الأساس : اغتلمت أن تؤتى .
واستأت زيد فلانا : استبطأه وسأله الإتيان . يقال : ما أتيناك حتى استأتيناك إذا استبطؤوه ؛ كما في الأساس ؛ وهو عن ابن خالويه .

وأتى الفاحشة : تلبس بها ، ويكنى بالإتيان عن الوطء ؛ ومنه قوله تعالى : ( أتأتون الذكران ) ، وهو من أحسن الكنايات . اهـ

________________________________

يقول بعض المفسرين و اللغويين ان الإتيان في الآية إنما هو على سبيل الإشارة إلى معنى معين بلفظٍ هو غير لفظه الصريح المستعمل عادة تجنباً لذكره صراحةً لغاية ما وهي الكناية و لكن المنهج الصحيح يقتضي عدم الاعتقاد بوجود كناية في القرآن و يتوجب على الباحث معرفة حقيقة اللفظ المستعمل في الكناية المزعومة .
عند الملاحظة الدقيقة فالكناية لا تختلف بشيء عن الاستعارة على بعض ما عرفوا به الاستعارة و لا يجوز للباحث الاعتقاد بوجود تشبيه استعاري في القرآن الكريم و لا تشبيه فيه سوى التشبيه الحقيقي ، و المنهج المعصوم يرفض الاعتراف بالاستعارة في استعمالات القرآن ، فالقرآن لا ينقل المعنى من لفظ إلى لفظ ، ولا يضع الكلمة لشيء لم يعرف بها من شيء قد عرف ، ولا يأتي باسم للشيء غير اسمه الحقيقي ولا يأتي بمعنى آخر للشيء سوى معناه ولا يعلق العبارة على غير ما وضعت له في أصل اللغة لغرض الإبانة ، لأنه مبين بنفسه و هو عين الإبانة وروحها ـ فليست الإبانة شيئاً خارج القرآن لأن آياته بينات ومبينات وهو نفسه تبيان و مبين ، فالإبانة صفة القرآن و ليست شيئاً خارجياً اتصف بها بعد الاستعارة ، و أما التشبيه الذي في القرآن فهو تشبيه حقيقي بين الشيء و الشيء أو الشيء و مثل الشيء أو مثل الشيء ومثل الشيء أو غير ذلك مما سيتبين لنا في موضعه .

المنهج اللفظي يرفض التسليم بوجود كناية في القرآن لنفس الأسباب المارة ، وذلك لأن كلامه تعالى حق وأن ( و الله لا يستحي من الحق ) الاحزاب 53 .

فاللفظ الذي يذكره هو دوماً اللفظ الصريح المطابق للمعنى الذي يريده تعالى .
نعم ..قد يشير إلى أمرٍ ما إشارةً دقيقة و إشارات لكن ذلك ليس من الكناية في شيء بناءً على الاصطلاح و التعريف المشار إليه ,

و مثال هذه الآية على الكنايات المزعومة في القرآن لبيان أمرين في آن واحدً:

الأول : إنهم جعلوا اللفظ كناية عن معنىً ووضعوا له لفظاً من عندهم حسبوه هو الذي يؤدي المعنى في أصل اللغة .
الثاني : إنهم نسوا ما فعلوه فجاؤوا بالمعنى نفسه الذي وضعوه اعتبروا الألفاظ الأخرى كناية عن هذا المعنى .

انظر هذه الأمثلة :
1- فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ (187) سورة البقرة - قالوا كناية عن الجماع .
2- أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء (43) سورة النساء – قالوا كناية عن الجماع .
3- فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ (189) سورة الأعراف – قالوا كناية عن الجماع .
4- فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ } (222) سورة البقرة – قالوا كناية عن الجماع .

5- فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ (23) سورة النساء – قالوا كناية عن الجماع .
6- أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ } (187) سورة البقرة- قالوا كناية عن الجماع .
7- وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ (47) سورة آل عمران – قالوا كناية عن الجماع .
8- لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ (223) سورة البقرة- قالوا كناية عن الجماع .


فانظر أيها القارئ الكريم كم كناية وضعوا للجماع في كتاب الله ؟
وما ذكرناه هو نزرٌ يسيرٌ أظهرناه على عجلٍ ، إذ ربما كان هناك المزيد منها . فالإتيان الذي تحدثت عنه الآيات التي تصف ممارسات قوم لوط مع الذكران أو الرجال نلاحظ أنه لازمهم إذا لم يستعمل القرآن لفظ غير الإتيان في وصف الاتصال الجنسي بينهم ، فالإتيان و الغشيان و الملامسة و المباشرة و الاقتراب و الرفث و التماس .. كل هذه مفردات وردت في القرآن كناية عن شيء واحدً هو الجماع . فقد خالفوا هنا قواعدهم في تعريف الاستعارة كونها حمل اللفظ على معنى غير الذي وضع له في الأصل ، و العجيب أنهم أثبتوا للفظ أصلاً من جهةًٍ وتركوا السؤال عنه من جهةٍ أخرى .

أتدرى لماذا ؟ لأن التفاخر باستخراج عدد أكبر من الاستعارات في القرآن هو الهدف الأهم !! و عليه فما أكثر الاستعارات التي خرج بها المعنى عن أصله . لكن عند التفسير يُنسى الأصل . فهذه المفردات التسعة لم يسألوا ما هو الأصل الذي وضعت له ، ويكون حملها على أقرب المعاني المتبادرة إلى الذهن الإنساني القاصر هو أيسر السبل للخلاص من محنة البحث عن الأصل .

فتخيل .. كم من المعارف و العلوم النفسية و القواعد الاجتماعية و الأحكام الشرعية سيخرج من هذه الألفاظ التسعة ومواردها وشروط وضع كل منها في ترتيبه الخاص في التراكيب القرآنية و اقتراناتها بالألفاظ المجاورة ؟


إنك لو وضعت أي لفظ مكان أي لفظ آخر منها لتهدم البناء الهندسي للقرآن لا في تلك الآية و الآيتين ، بل بناء كل لفظٍ في التراكيب الخاصة . ومن ثم في التراكيب الأخرى التي اشتركت معها في الألفاظ حتى لا يبقى شيء على وجهه الصحيح مطلقاً . فلكل من هذه الألفاظ معناه المميز تميزاً شديداً عن الآخر.

فوضع لفظ الإتيان في وصف ممارسة الجنس المثلي عند قوم لوط عليه السلام ، لإشارة دقيقة من المولى سبحانه أن طريقة ممارستهم للجنس كانت في العلن هكذا دون استحياء أو خجل متلبسين بالفاحشة كما عبر صاحب تاج العروس ، و يؤكد على ذلك الآية الأخرى التي تحدثت عن درجة انهماكهم في ممارسة الجنس بدافع الشهوة في العلن وهم مبصرون كما عبر عنهم القرآن الكريم

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ 54 – 55 سورة النمل

أي ينظرون لبعضهم البعض أثناء الاتصال الجنسي الجماعي بينهم مع الغرباء المسافرين وكانوا لا يتسترون عتوا منهم وتمردا ، وحتى لا نتهم أن هذا الرأي من بنات أفكارنا ولا يستند إلى مصدر نبين أن له أصل في كتب التفسير المعتمدة عند المسلمين _______________________________________
تفسير الثعلبي - الثعلبي - ج 7 - ص 218
ولوطا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وهي الفعلة القبيحة الشنيعة " * ( وأ نتم تبصرون ) * أنها فاحشة ، وقيل : يرى بعضكم بعضا . كانوا لا يتسترون عتوا منهم وتمردا ___________________________________________________
زاد المسير - ابن الجوزي - ج 6 - ص 76
وله تعالى : ( أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ) فيه قولان :
أحدهما : وأنتم تعلمون أنها فاحشة .
والثاني : وبعضكم يبصر بعضا .
_____________________________________________________
تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج 2 - ص 471
4 - * تبصرون * أنها فاحشة ، أو يبصر بعضكم بعضا . *
______________________________________________________
تفسير الرازي - الرازي - ج 24 - ص 204 - 205
أما قوله : * ( وأنتم تبصرون ) * ففيه وجوه : أحدها : أنهم كانوا لا يتحاشون من إظهار ذلك على وجه الخلاعة ولا يتكاتمون وذلك أحد ما لأجله عظم ذلك الفعل منهم فذكر في توبيخه لهم ماله عظم ذلك الفعل .
_______________________________________________________

تفسير القرطبي - القرطبي - ج 13 - ص 219
قوله تعالى : ( ولوطا إذ قال لقومه ) أي وأرسلنا لوطا ، أو أذكر لوطا . " إذ قال
لقومه " وهم أهل سدوم . وقال لقومه : ( أتأتون الفاحشة ) الفعلة القبيحة الشنيعة .
وأنتم تبصرون أنها فاحشة ، وذلك أعظم لذنوبكم . وقيل : يأتي بعضكم بعضا وأنتم تنظرون إليه . وكانوا لا يستترون عتوا منهم وتمردا

________________________________________________________
التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 384
( إنكم لتأتون الرجال _( من أتى المرأة : إذا غشيها .
_________________________________________________________
التبيان - الشيخ الطوسي - ج 8 - ص 105
" وأنتم تبصرون "
أي تعلمون أنها فاحشة . وقيل معناه : " وأنتم تبصرون " أي يرى بعضكم
من بعض ان ذلك عتوا وتمردا .

______________________________________

و على هذا جاء التعبير القرآني ليبين حقيقة أفعالهم في تلبسهم بالجريمة و ممارستهم للجنس المثلي في العلانية دون حياء و خجل فجملة " تبصرون " إشارة إلى أنهم كانوا يشهدون ممارسة الجنس المثلي " بين الفاعل والمفعول ". . . فكلام لوط نابع من البصيرة ورؤية العواقب الوخيمة لهذا العمل والتنبه منه لما له من آثار على المجتمع في نشر الإباحية و التهتك بين الأفراد و لذلك عبر القرآن الكريم عن دافعهم الجنسي بأنه كان شهوة لا أكثر وليس حباً بين الطرفين ، فالقرآن لم يتعرض للعلاقة الجنسية المثلية المبنية على الحب و الود ولم يبين حداً للفعلين و هو قد بين وفصل في كثير من الأحكام كما هو مبين في كتب أحكام القرآن ، و إنما شدد النكير على أن تكون الممارسة الجنسية المثلية بدافع الشهوة أو أن تكون علانية أو بالغصب و الإكراه و هذا ما كان مجتمعا عند قوم لوط عليه السلام ، و لذلك عبر عنها القرآن بالفاحشة لقبحتها .

و فوق ذلك كانوا يمارسون الجنس المثلي بالإكراه و في العلن مع الغرباء ينظرون لبعضهم البعض ، وكان الدافع لهم إبعاد الغرباء عن خيرات أرضهم كما قال بذلك الإمام الحسن بن علي وحبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهم :
_______________________________________________
تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج 4 - ص 336
وقال الحسن : كانوا يتون الغرباء كانت بلادهم الأردن تؤتى من كل جانب لخصبها فقال لهم إبليس هو في صورة غلام إن أردتم دفع الغرباء فافعلوا بهم هكذا فمكنهم من نفسه تعليما ثم فشا واستحلوا ما استحلوا . _________________________________________________
تفسير الآلوسي - الآلوسي - ج 8 - ص 167 - 170

والذي حملهم على ذلك - كما أخرج ابن عساكر وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما - أنهم كانت لهم ثمار في منازلهم وحوائطهم وثمار خارجة على ظهر الطريق وانهم أصابهم قحط وقلة من الثمار فقال بعضهم لبعض : إنكم إن منعتم ثماركم هذه الظاهرة من أبناء السبيل كان لكم فيها عيش قالوا : بأي شيء نمنعها ؟ قالوا : اجعلوا سنتكم أن تنكحوا من وجدتم في بلادكم غريبا وتغرموه أربعة دراهم فإن الناس لا يظهرون ببلادكم إذا فعلتم ذلك ففعلوه واستحكم فيهم . وفي بعض الطرق أن إبليس عليه اللعنة جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جرؤوا على ذلك . ______________________________________________________

و هذا يبين لنا أن ممارستهم للجنس المثلي مقصورة مع الغرباء كما يبين لنا هذا الأثر لأنها كانت بدافع إبعادهم عن أرضهم و خيراتها و نشر أخبار اغتصابهم للمارة لتخويف المسافرين من المرور بمدينتهم ، و لذلك كانت من جملة سيئاتهم أن كانوا يحذفون المارة بالحجارة من الأعلى كما قال المفسرين وسنأتي على المصادر في موضع التفصيل لبقية جرائمهم، و في هذا إشارة واضحة لماذا أرسل الله سبحانه الملائكة إلى لوط ع بصورة غلمان غرباء مُرد فيهم من الجمال (كما تذكر كتب التفسير ) ما يدفع القوم إلى التعدي على بيت نبي الله لوط عليه السلام و هذا يدفعنا للسؤال عن سبب إرسالهم بهذه الصورة التي تعرضهم للخطر و تدفع بقوم لوط ع إلى التعرض لهم بالأذى و اغتصابهم ، و سنفصل في هذه النقطة المحورية الهامة التي ستكشف أدلة جديدة في تفنيد أدلة القائلين بالتحريم وعن سبب تعبير القرآن عن فعلهم بالإسراف و معنى السبق في ممارستهم الجنسية المثلية في الجزء الخامس من بحثنا و نسال الله تعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه .

مثلي إماراتي

-----------------------------------

Saturday, September 6, 2008
إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية / الجزء الخامس
قال تعالى في سورة الأعراف 80-81

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ
تحدثنا في الجزء السابق عن تفسير هذه الآية وقد وصل بنا المطاف إلى قوله تعالى : ( ما سبقكم بها من أحد من العالمين ) و قال أيضا بنفس المعنى في سورة العنكبوت ، تحدث أغلب المفسرين عن معنى السبق في هذه الآية بان قوم لوط هم أول من مارس الجنس المثلي في التاريخ و كان عمدتهم في ذلك عمرو بن دينار الذي يقول ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط ، وهل البشر اصبحوا قروداً حتى ينزون على بعض
تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 5 - ص 1517 - 1519
قوله تعالى : ما سبقكم بها من أحد من العالمين
حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ، ثنا مسدد ، ثنا إسماعيل بن عليه قال سمعت ابن أبي نجيح يقول : أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين قال : قال عمرو بن دينار : ما نزا ذكر على ذكر حتى كان قوم لوط
و لا أدري هل هو نص من رسول الله (ص) حتى يجعلوه العمدة في قولهم ؟
و إن سلمنا جدلاً بصحة ما ذهبوا إليه لوقعنا في إشكال عظيم و حرج لأن التاريخ أثبت أن ممارسة الجنس المثلي تسبق عصر قوم لوط الذي كان في حوالي سنة 2000-1500 قبل الميلاد؛ كما تؤكد التوراة أن دعوة إبراهيم كانت في تلك الفترة وكما نعلم أن لوط أخ سارة زوجة إبراهيم كان في زمانه وقد رافقه ، و إن زعمت بعض مصادر التراث الإسلامي أن قوم لوط كانوا يعيشون في سنة 3000 قبل الميلاد كما ذكر ذلك الإمام زكريا بن محمد القزويني صاحب عجائب المخلوقات و الحيوانات المتوفى في القرن السابع الهجري صـ 83 .
و أيضا ذكر صاحب البستان الجامع لتواريخ أهل الزمان صـ 64 والكتاب منسوب إلى العماد الأصفهاني تحقيق الدكتورعمر عبد السلام التدمري طبع المكتبة العصرية ، أن من هبوط آدم إلى مولد إبراهيم ثلاثة آلاف وثلاثماية وسبع وثلاثين سنة فيكون إلى موته ثلاثة آلاف و خمس ماية واثني عشر سنة .

و قول ثالث لصاحب مستدرك سفينة البحار - الشيخ علي النمازي الشاهرودي - ج 5 - ص 191
سنة 3323 ولد إبراهيم الخليل وبين وفاة صالح وولادة الخليل سبعون سنة
وهو ابن تارخ ، كما عليه صريح الروايات .


ولكن لا سند تاريخي يذكرونه حتى يعتد به و الأصح تاريخياً ما ذكرته التوراة لعدم وجود معارض يصح وثبوته بالشواهد التاريخية .



بينما التاريخ يؤكد لنا وجود ممارسين للجنس المثلي في بلاد ما بين الرافدين قبل ذلك التاريخ بكثير وقد ذكر ذلك في ملحمة جلجامش بتدمير مدينة إيريك مدينة البغايا المقدسات و الغلمان من قبل الإله إيرا و تدمير معبد عشتار و القضاء على سكانها من المخنثين و المخصيين و اللوطيين ( ممارسي الجنس المثلي ) و عن علاقة الحب بين جلجامش و أنكيدو . راجع كتاب دراسة في الأسطورة صـ162- 164 .

و إضافة إلى ذلك فقد أثبتت الباحثة السويدية ليز مانديس الحاصلة على الدكتوراة في علم المصريات وجود المثلية الجنسية في مصر القديمة و إن كانت نادرة في كتاب الحياة الجنسية في مصر القديمة

وقالت الباحثة إنها جمعت كل الشذرات المتناثرة لتكوين صورة عن السلوك الجنسي للمصريين القدماء قبل الميلاد بثلاثة آلاف عام. وتراوحت مصادر الباحثة بين تماثيل مباشرة ورسوم ملونة ونقوش جدارية وتمائم وبرديات جمعتها من عدد من المصادر كالمتحف البريطاني ومتحف المصريات ببرلين ومتحف بروكلين ومتحف تروبوليتان ومتحف اللوفر والمتحف المصري بالقاهرة ومنطقة سقارة ومعبد الكرنك ووادي الملوك ومقابر بني حسن وغيرها. و وجدت حالات للجنس المثلي بين الرجال ، وقالت"لا توجد إلا أمثلة قليلة كانت تمارس من أجل المتعة ، و دليلها في هذا جدراية يظه يظهر فيها شخصان في موقف حميم جنسياً ، أما الجنسية المثلية بين النساء فهي نادرة التسجيل .


هناك قضية محيرة بخصوص الفراعنة لم يتم حلها إلى اليوم.. فمعظم التماثيل والرسومات التي وجدت لملوك مصر القديمة تُظهرهم بأثداء وصدور بارزة - جنبا لجنب مع اللحية الملكية - . وهذا المظهر الشاذ يمكن ملاحظته في التماثيل الفرعونية والرسومات المنتشرة في المقابر والمدافن المصرية.. وحين اكتشف الانجليزي هوارد كارتر مقبرة الملك الفرعوني توت عنخ آمون (في يناير 1924) عثر على قناع ذهبي يظهر الملك الشاب بثديين ولحية صغيرة . وحين رُتبت سلالته الحاكمة اكتشفت نفس الظاهرة لدى آخر ثلاثه ملوك حكموا قبله - خصوصا أن الرسومات الفرعونية تظهر الجسم البشري في وضع جانبي الأمر الذي يظهر الثديين بشكل واضح !!
.. وظاهرة التثدي هذه (إن جاز التعبير) تلاحظ بالذات لدى فراعنة السلالة الثانية عشرة والثامنة عشرة الذين خصهم الفنان المصري القديم بملامح أنثوية جلية.. بل ان اخناتون ( الذي يفترض البعض أنه فرعون موسى ) يملك تمثالا يظهره بدون العضو الذكري الأمر الذي يرجح كونه يمارس الجنس المثلي .
فالصحيح في تفسير الآية و الموافق للواقع والعلم القطعي أن قبلهم كان يوجد من يمارس الجنس المثلي و لكن قوم لوط قد بالغوا فيه إلى حد الإجرام و التعدي على الغير و لا يوجد تفسير آخر يصح غير هذا بعدما ما أثبتنا وجود الفعل قبلهم وحتى لا نتهم بالابتداع في القول قد سبقنا إلى ذلك الإمام الرازي الشافعي و السيد الطباطبائي :
تفسير الرازي - الرازي - ج 25 - ص 58
: * ( ما سبقكم بها من أحد ) *: أن قبلهم ربما أتى به واحد في الندرة لكنهم بالغوا فيه ، فقال لهم ما سبقكم بها من أحد ، كما يقال إن فلانا سبق البخلاء في البخل ، وسبق اللئام في اللؤم إذا زاد عليهم ، ثم قال تعالى : * ( أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل ) * بيانا لما ذكرنا .

تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 16 - ص 123
استئناف يوضح معنى الفاحشة
ويؤكده ، وكأن المراد أن هذا العمل لم يشع في قوم قبلهم هذا الشيوع أو الجملة حال
من فاعل ( لتأتون ) .


ثم يقول تعالى إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء
و قد تحدثنا عن معنى الإتيان وفصلنا به في الجزء السابق و نضيف عليه أن القرآن الكريم لم يأتي على ذكر كلمة شهوة أبداً إلى في الحديث عن فعل قوم لوط عليه السلام ، بسبب إنفرادهم بالجرائم التي فعلوها ، و ليس معنى هذا أن الإسلام ينهى عن الشهوة ولكن ليبين أن ذلك كان دافعهم الوحيد و لذلك قد أستقبحه ولم يتعرض للجنس المثلي إن كان قائماً على الحب بين الطرفين دون الجرائم التي أرتكبها قوم لوط في اغتصاب المارة المسافرين و أراد الله أن يبين ذلك في إرسال الملائكة بصورة غلمان مرد مسافرين عليهم من الجمال ما أذهل القوم ، ليبين أن التحريم ليس في الفعل نفسه ولكن في كيفية فعله وسنأتي على ذلك.

تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج 2 - ص 105 - 106
وفاحشة قوم لوط في هذا التطبيق وهي إتيان الذكور ، إتيان القوى النفسانية أدبار
القوى الروحانية واستنزالهم عن رتبة التأثير بتأثرهم عن تأثير هذه من الجهة السفلية
واستيلاؤها عليهم في تحصيل اللذات والشهوات البدنية بهم .
ضبطه وصححه وقدم له الشيخ عبد الوارث محمد عليالأولى1422 - 2001ملبنان/ بيروت - دار الكتب العلميةدار الكتب العلمية .


و قد أشار أبي حيان التوحيدي إلى ذلك :

تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج 4 - ص 337
و * ( شهوة ) * مصدر في موضع الحال قاله الحوفي وابن عطية ، وجوزه الزمخشري وأبو البقاء أي مشتهين تابعين للشهوة غير ملتفتين لقبحها أو مفعول من أجله قاله الزمخشري ، وبدأ به البقاء أي للاشتهاء لا حامل لكم على ذلك إلا مجرد الشهوة .
___________
فتح القدير - الشوكاني - ج 2 - ص 222
( أتأتون الفاحشة ) وكذلك على القراءة الثانية مع مزيد الاستفهام وتكريره المفيد للمبالغة في التقريع والتوبيخ ،
وانتصاب شهوة على المصدرية : أي تشتهونهم شهوة ، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال : أي مشتهين ،
ويجوز أن يكون مفعولا له : أي لأجل الشهوة ، وفيه أنه لا غرض لهم بإتيان هذه الفاحشة إلا مجرد قضاء الشهوة من
غير أن يكون لهم في ذلك غرض يوافق العقل ، فهم في هذا كالبهائم التي ينزو بعضها على بعض لما يتقاضاها من
الشهوة
____________
مغنى اللبيب - ابن هشام الأنصاري - ج 1 - ص 326
مسألة - ( أتأتون الرجال شهوة من دون النساء ) من للابتداء ، والظرف
صفة لشهوة ، أي شهوة مبتدأة من دونهن ، قيل : أو للمقابلة ك‍ " خذ هذا من
دون هذا " أي اجعله عوضا منه ، وهذا يرجع إلى معنى البدل الذي تقدم ،
ويرده أنه لا يصح التصريح به ولا بالعوض مكانها هنا ( 1 ) .
‹ هامش ص 326 ›
( 1 ) وجه عدم صحة التصريح بالمقابلة وبالعوض مكان من في هذه الآية الكريمة
أن لفظ ( دون ) يمنع من التصريح بأحدهما ، وقد علم أن من لا تكون للعوض إلا
إذا صح التصريح به مكانها .
_________
تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 673 – 674
( شهوة ) * مفعول له أي : للاشتهاء لا حامل لكم عليه إلا مجرد الشهوة من غير داع آخر ، ويجوز أن يكون حالا أي : مشتهين تابعين للشهوة
_________

تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج 4 - ص 254
قال أبو حيان : و * ( شهوة ) * مفعول من أجله ، انتهى .
__________
ثم يقول الله تعالى : بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُون

زاد المسير - ابن الجوزي - ج 3 - ص 154 - 155
قوله تعالى : ( إنكم لتأتون الرجال ) هذا استفهام إنكار . والمسرف : المجاوز ما أمر به .
___________

التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 384
(بل أنتم قوم مسرفون ( متجاوزون الحد في الفساد حتى تجاوزتم المعتاد إلى غير المعتاد .



مجيء الإسراف في هذه الآية لدليل واضح على أن استنكار القرآن ليس على ممارسة الجنس المثلي بل قد حلله و إلا لا يكون الإسراف إلا بما أمر به بدليل قوله تعالى
يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(31) سورة الأعراف

وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) سورة الأنعام

رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج 2 - شرح ص 386 والإسراف : مجاوزة القصد

-----------------------

Friday, September 19, 2008

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية /الجزء السادس
إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية / الجزء السادس

إن المتأمل في القرآن الكريم و مقاصده يلاحظ اهتمام القرآن بذكر العبرة من قصص الأقوام السالفة، إنذاراً لقريش و تسلية للنبي محمد ص، ومن الملاحظ أن العقاب الجماعي للأمم الكافرة سمة بارزة ليرهب بها الله تعالى قريش لعلها ترجع عن كفرها ، و قد مر منا في الأجزاء السابقة تفسير قوله تعالى ( وما هي من الظالمين ببعيد ) وقد أجمع أهل التفسير أنها جاءت لإرهاب قريش وهو الأصح لقرب المنطقة الجغرافية و بقرينة الآية الأخرى (وَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ) و التي تفند الأقوال الباطلة التي أتخذها بعض الفقهاء كحد لممارسة الجنس المثلي و إعادة تطبيق ما حدث مع قوم لوط و كأن المسلمين كالكفار وكيفيات أفعالهم متطابقة بما حكاه القرآن فما لهم كيف يحكمون !! وكأنهم المشرعين الجدد ومن مصادر التشريع في الدين ولا يعرف هل اقر النبي ص بفعلهم أم هم أعلم منه بما جاء وكما قال أحدهم لو كان محمد حياً لما وسعه إلا أن يتبعني تنزيل الآيات على الشواهد من الأبيات ، شرح شواهد الكشاف - محب الدين الأفندي - ص 490 في سورة هود عند قوله تعالى ( أن يصيبكم مثل أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد ) بالفتح

و بسبب غياب النص و عدم وجود تقرير من الرسول ص لحد اللواط كما يسمونه بزغ خيال الفقهاء في تلفيق حد من عند أنفسهم لا دليل عليه من الكتاب والسنة وكأن القوم أصبحوا أعلم من صاحب الشريعة نفسه و نسألهم إن صح ما يزعمون أن الرسول ص قد شرع حداً للواط فلماذا لا نرى تطبيقاً له في عهده ولا يذكر مصدر إسلامي واحد سواء سني أو شيعي بكافة فرق أهل الإسلام أن الرسول ص قتل أو رمى من شاهق أو أحرق أو عذب بأي شكل من الإشكال من مارس الجنس المثلي ولا يأتي سفيه ويقول بأنه لم توجد حالة تستدعي التطبيق فيكفي في الرد على هذا زعمهم وجود مخنثين ( أي حديث لعن الله المخنثين .. الخ وهم المتظاهرون بالتخنث لا أن ذلك في طبيعتهم و قد طرد الرسول ص مخنثاً أسمه هيت بسبب تجسسه على النساء ووصفه لمفاتنهن ولم يطرده قبل ذلك ) في زمانه كما ينطق البخاري ومسلم و صحاح القوم و أن الخلفاء من بعده طبقوا حد القتل والحرق على من تلبس بهذا الفعل .

و قد أعترف النووي مقرراً أن هذه الحدود لا مستند يصح لها من الشريعة و أن الرسول ص لم يفعلها حيث يقول أما الحد استنادا إلى حديث لم يصح سنده فهذا تشريع حكم لم يأذن به الله ولا فعله رسوله وحكم بغير ما أنزل الله :
____________
المجموع - محيى الدين النووي - ج 20 - ص 23
قال الشيخ الفقي في تعليقه : والأظهر والله أعلم هو قتل الفاعل والمفعول به كما هو ظاهر الحديث ، لان في هذه الفاحشة القذرة إفسادا أي افساد للفطرة وعكسا للأوضاع : ولذلك جمع الله تعالى لأهلها الفاعلين والمفعول بهم عقوبتين عظيمتين الخسف والحصب بحجارة من سجيل ( قلت ) ردا عليه ، أما الفعلة فأوافقه على ما قاله فيها بل ثبت فيها اللعن والخسف لقوم لوط ، أما الحد استنادا إلى حديث لم يصح سنده فهذا تشريع حكم لم يأذن به الله ولا فعله رسوله وحكم بغير ما أنزل الله ، وللحاكم أن يختار ما يشاء من التعذيب لهؤلاء الفسقة حتى يردعهم .
_______________________

مع تحفظنا على سبب تعذيب قوم لوط ع وقد بيناه في الأجزاء السابقة لا حاجة بنا إلى الإعادة و نقول ففي هذا دليل قاطع للحاذق اللبيب أن يدرك أن مثل هذه الأحاديث و الحدود قد وضعت من بعد وفاة النبي ص بفعل ما تسرب إلى تراث المسلمين من المتهوكين أمثال كعب الأحبار و وهب بن منبه و عبد الله بن سلام و تميم الداري وغيرهم .

ومثال على إبداع خيال الفقهاء الخصب نرى أن بعضهم قالوا بحرق المثلي حداً ، و زعم أن حجته في ذلك فعل بعض الصحابة ، وقد أجاد الإمام ابن حزم رحمه الله في تفنيد أقوال هؤلاء الفقهاء في حد اللواط (كما يسمونه ) بزعم أنهم قد أخذوه من آثار بعض الصحابة كابي بكر ،علي بن ابي طالب بأسانيد آثار ضعيفة أنهم أحرقوا المتلبسين بالجنس المثلي على الرغم من الحديث الصحيح بعدة طرق متضافرة أنه لا يعذب بالنار إلا رب النار و قد نهي في الإسلام عن المثلة وإليك طرق الحديث لتعلم أن القوم على تعدد فرقهم لا يردعهم نص ولا شرع في التحليل و التحريم و وضع حدود ما أنزل الله بها من سلطان ويقول إمام الحرمين الجويني : وقولهم بالاستحسان شرك لأنه عمل بلا دليل فإن حاصله يرجع إلى أن الدليل معكم من الخبر و القياس ولكني أستحسن مخالفته و هذا إثبات للشرع من تلقاء نفسه وقال الشافعي حين ناظر محمد بن الحسن في هذه المسألة : من استحسن فقد شرع ومن شرع فقد اشرك . صـ 63 مغيث الخلق ، ومن فمهم ندينهم :
________________________________

التاريخ الكبير - البخاري - ج 1 - ص 59
6 - محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي المدني روى عنه كثير ابن زيد ، قال لي يحيى بن قزعة حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد عن ابن حمزة الأسلمي سمع أباه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يعذب بالنار الا رب النار ، وقال ابن جريج حدثني زياد أن أبا الزناد اخبره ان حنظلة بن علي اخبره عن حمزة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .
_____________________________

مسند احمد - الإمام احمد بن حنبل - ج 3 - ص 494
* ( حديث حمزة بن عمرو الأسلمي رضى الله تعالى عنه ) *
حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا سعيد بن منصور ثنا المغيرة بن عبد الرحمن عن أبي الزناد قال حدثني محمد ابن حمزة الأسلمي عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية فخرجت فيها فقال إن أخذتم فلانا فأحرقوه بالنار فلما وليت ناداني فقال إن أخذتموه فاقتلوه فإنه لا يعذب بالنار الا رب النار .
__________________________

سنن أبي داود - ابن الأشعث السجستاني - ج 1 - ص 603 - 604
5 حدثنا أبو صالح محبوب بن موسى ، أخبرنا أبو إسحاق الفزاري ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن ابن سعد ، قال غير أبى صالح : عن الحسن بن سعد ، عن عبد الرحمان بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة فجعلت تفرش ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها " ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : " من حرق هذه " ؟ قلنا : نحن ، قال : " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار " .

سنن أبي داود - ابن الأشعث السجستاني - ج 1 - ص 603
3 حدثنا سعيد بن منصور ، ثنا مغيرة بن عبد الرحمان الحزامي ، عن أبي الزناد ، حدثني محمد بن حمزة الأسلمي ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره على سرية ، قال : فخرجت فيها ، وقال : " إن وجدتم فلانا فأحرقوه بالنار " فوليت ، فناداني فرجعت إليه ، فقال : " إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه ، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار " .

___________________________________
ناسخ الحديث ومنسوخه - عمر بن شاهين - ص 527 - 528
1 - حدثنا الحسين بن أحمد بن بسطام الزعفراني بالأيلة قال : حدثنا بشر ابن معاذ العقدي قال : حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن أم مكتوم ، عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب ، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن سليمان بن يسار عن أبي إسحاق الدوسي ، عن أبي هريرة قال : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرية فقال : إن وجدتم هبار بن الأسود فاجعلوه بين حزمتي حطب وأحرقوه بالنار ، ثم بعث إليهم فقال : لا تعذبوا بالنار ، لا يعذب بالنار إلا رب النار.
_________________________________

المفاريد عن رسول الله (ص) - أبو يعلى الموصلي - ص 50
حدثنا أبو يعلى ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن خالد بن حزام الحزامي قال : حدثني أبو الزناد أن محمد بن حمزة حدثه عن أبيه حمزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية ، وأمره عليهم ، وقال : " إن أخذتم فلانا فأحرقوه بالنار " . فلما وليت دعوني من ورائي ، فجئت ، فقال : " إن أخذتم فلانا فاقتلوه ، ولا تحرقوه بالنار ، فإنه لا يعذب بالنار إلى رب النار " .
_____________________________

تخريج الأحاديث والآثار - الزيلعي - ج 2 - ص 366 - 367
802 الحديث السابع
جاء في الحديث ( لا يعذب بالنار إلا خالقها ) قلت غريب بهذا اللفظ وهو في البخاري في الجهاد عن سليمان بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يعذب بالنار إلا الله ) وفي لفظ أبي داود ( لا يعذب بالنار إلا رب النار )
___________________________________
رياض الصالحين - يحيى بن شرف النووي - ص 634 - 635
2 * 283 باب تحريم التعذيب بالنار في كل حيوان حتى القملة ونحوها

1609 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعث فقال : " إن وجدتم فلانا وفلانا " لرجلين من قريش سماهما " فأحرقوهما بالنار " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أردنا الخروج " إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا وإن النار لا يعذب بها إلا الله فإن وجدتموهما فاقتلوهما " رواه البخاري .
1610 وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال :
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان ، فأخذنا فرخيها ، فجاءت الحمرة فجعلت تعرش ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها " ورأي قرية نمل قد حرقناها فقال : " من حرق هذه ؟ " قلنا نحن ، قال : " إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار " رواه أبو داود بإسناد صحيح .
_____________________________________
الآحاد والمثاني - الضحاك - ج 4 - ص 339 - 340
( 2376 ) حدثني سعيد بن عبد الجبار أبو بكر الكرابيسي ثنا المغيرة المخزومي حدثني أبو الزناد أن محمد بن حمزة حدثه عن أبيه حمزة الأسلمي رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية وأمره عليهم فقال إن أخذتم فلانا فحرقوه فلما وليت دعاني من ورائي فقال إن أخذتم فلانا فاقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار .
________________________________
المعجم الكبير - الطبراني - ج 3 - ص 158
0 - حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا سعيد بن منصور ح وحدثنا أبو خليفة عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي ح وحدثنا بن إبراهيم القطان المصري ثنا يحيى بن بكير قالوا ثنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد أن محمد بن حمزة بن عمرو الأسلمي أخبره أن أباه أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره على سرية قال فخرجت فيها فقال إن أخذتم فلانا فأحرقوه بالنار فلما وليت ناداني فقال إن أخذتموه فاقتلوه فإنه لا يعذب النار إلا رب النار واللفظ لحديث سعيد بن منصور.
___________________________________
المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 5 - ص 213
9414 - عبد الرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن عن عبد الله قال : كنا مع النبي
صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله.

المصنف - عبد الرزاق الصنعاني - ج 5 - ص 214 - 215
9418 - عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزناد قال : أخبرني حنظلة بن عبد الله الأسلمي أن حمزة بن عمرو الأسلمي صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ورهطا معه سرية إلى رجل من عدوه ، فقال لهم : إن قدرتم على فلان فأحرقوه في النار ، فانطلقوا حتى إذا تواروا منه ناداهم ، فأرسل إليهم ، فردهم ، فقال لهم : إن قدرتم عليه فاقتلوه ، ولا تحرقوه بالنار ، فإنه لا يعذب بالنار إلا رب.
____________________________________
حاشية رد المحتار - ابن عابدين - ج 4 - ص 317
قوله : ( قوله : إذ لا يعذب بالنار إلا ربها ) علة لمفهوم قوله بعده : وهو
عدم إحراقها قبل الذبح وفي صحيح البخاري . فإنه لا يعذب بها إلا الله وأخرج البزار في مسنده عن عثمان بن حبان قال : كنت عند أم الدرداء رضي الله عنها فأخذت برغوثا فألقيته في النار فقالت : سمعت أبا الدرداء يقول : سمعت رسول الله ( ص ) يقول : لا يعذب بالنار إلا رب النار فتح ملخصا .

________________________________
المغني - عبد الله بن قدامه - ج 9 - ص 390 - 391
( فصل ) وان قتله بما لا يحل لعينه مثل أن لاط به فقتله أو جرعه خمرا أو سحره لم يقتل بمثله اتفاقا
ويعدل إلى القتل بالسيف ، وحكى أصحاب الشافعي فيمن قتله باللواط وتجريع الخمر وجها آخر أنه يدخل في دبره خشبة يقتله بها ويجرعه الماء حتى يموت
ولنا أن هذا محرم لعينه فوجب العدول عنه إلى القتل بالسيف كما لو قتله بالسحر ، وان حرقه فقال بعض أصحابنا لا يحرق لأن التحريق محرم لحق الله تعالى لقول الله النبي صلى الله عليه وسلم " لا يعذب بالنار الا رب النار " ولأنه داخل في عموم الخبر.
______________________________
التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - ص 330
ولا يعذب بالنار حتى المؤذيات مثل القمل والعقرب ونحوهما فورد لا يعذب بالنار إلا رب النار
التحفة السنية (مخطوط)السيد عبد الله الجزائري1180فقه الشيعة من القرن الثامنشرح الجزائرينسخة مخطوطة نسخة مخطوطة ( ميكرو فيلم مكتبة آستانه قدس ( تخطيط : عبد الله نور الدين بن نعمت الله .
__________________________ الغدير - الشيخ الأميني - ج 7 - ص 155 - 156
ردة بني سليم
عن هشام بن عروة عن أبيه قال : كان في بني سليم ردة فبعث إليهم أبو بكر خالد
بن الوليد فجمع رجالا منهم في الحظائر ثم أحرقها عليهم بالنار فبلغ ذلك عمر فأتى أبا بكر فقال : تدع رجلا يعذب بعذاب الله عز وجل ، فقال أبو بكر : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون هذا الذي يشيمه ، ثم أمره فمضى من وجهه ذلك إلى مسيلمة . الرياض النضرة 1 ص 100 .
لبس في هذا الجواب مخرج عن اعتراض عمر فقد جاء في الكتاب العزيز قوله
تعالى : إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو
يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ، ذلك لهم خزي
في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم . ( المائدة آية 33 )
وصح عنه صلى الله عليه وآله النهي عن الإحراق وقوله : لا يعذب بالنار إلا رب النار . وقوله : إن النار لا يعذب بها إلا الله . وقوله : لا يعذب بالنار إلا ربها ( 1 ) : وقوله : من بدل دينه فاقتلوه ( 2 ) وقوله : لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث : زنا بعد إحصان فإنه يرجم ، ورجل يخرج محاربا لله ورسوله فإنه يقتل ، أو يصلب ، أو ينفى من الأرض ، أو يقتل نفسا فيقتل بها .
سنن أبي داود 2 ص 219 ، مصابيح السنة 2 : 59 .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 155 ›
( 1 ) وذكره ابن الأثير في النهاية 4 : 151 ، وابن منظور في لسان العرب . 2 : 196 ، والزبيدي في تاج العروس 1 : 367 .
‹ هامش ص 156 ›
( 1 ) صحيح البخاري 4 : 325 كتاب الجهاد باب : لا يعذب بعذاب الله ، مسند أحمد 3 : 494 و ج 2 : 207 سنن أبي داود 2 : 219 ، صحيح الترمذي سنن البيهقي 9 : 71 ، 72 ، مصابيح السنة2 ص 57 58 ، تيسير الوصول 1 ص 236
( 2 ) صحيح البخاري 10 ص 83 كتاب استتابة المرتدين ، سنن أبي داود 2 ص 219 ، مصابيح السنة 2 ص 57 . ( 3 ) سنن البيهقي 9 ص 71 .

_______________________________
و إن سلمنا جدلاً بصحة ماصدر عن بعض الصحابة فلا يلزمنا ذلك في شيء خصوصاً إن عارض النص و لتعدد و اختلاف اجتهاداتهم وعدم شموليتها و لكونهم تابعين لمصدر التشريع وليسوا مشرعين من عند أنفسهم ، ربما قال أحدهم أن فعل الصحابة نابع عن تقرير من الرسول ص وهذا أمر لا تقام به حجة لكون كثير من المخالفات قد صدرت عن بعضهم ولا حاجة للتطويل هنا و أذا ورد احتمال انحراف البعض رفع الاعتماد على اعتماد فعلهم كمصدر من مصادر التشريع و على هذا فلا حجة بفعل الصحابي .

ويجيب عن هذا الإمام الجويني حينما سئل :

مغيث الخلق في ترجيح قول الحق – صـ 46-47

فإن قيل : أليس في عهد الصحابة كان الواحد من الناس مخيراً بين أن يأخذ في بعض الوقائع بمذهب الصديق و في البعض بمذهب الفاروق و كذا في حق عامة الصحابة في كافة الوقائع و لم يمنعوه عن ذلك ؟

فإذا جازت هذه فيما بين الصحابة فلم لا يجوز في زماننا ؟!

و الجواب : قلنا : إنما ذلك كان كذلك لأن أصول الصحابة لم تكن كافية لعامة الوقائع شاملة لكافة المسائل مستغرقة لجميع التفاريع مستوفية لكل التفاصيل لأنهم أسسوا الأساس وأصلوا الأصول و مهدوا القواعد ولم يتفرغوا إلى تفريع التفاريع وتفصيل التفاصيل فمذهب أبي بكر رضي الله عنه لم يكن كافياً لجميع الوقائع وكذلك مذهب عامة الصحابة .

وفي تفنيد قياسهم بوضع حد لممارسة الجنس المثلي اعتمادا على قياس بعض الصحابة يقول ابن حزم :
______________________________
الاحكام - ابن حزم - ج 8 - ص 1102
وقاس بعضهم فاعل فعل قوم لوط على الزاني ، ولم يقس واطئ البهيمة على الزاني ، وكلاهما واطئ في مكان محرم . ولم يقيسوا الغاصب على السارق ولا على المحارب ، وكلاهما أخذ مالا بغير حق ، والغاصب بالمحارب أشبه من اللوطي بالزاني لأن الدبر غير الفرج والغاصب والمحارب مستويان في الإخافة وأخذ المال ، ولا سيما بعضهم يقول بقياس الشارب على القاذف ، فقد بان تناقضهم فإن قالوا : إن الصحابة قاسوا الشارب على القاذف ، فقد تقدم تكذيب هذه الدعوى لا سيما وقد كفانا بعضهم المؤنة في هذا ، فنسوا أنفسهم وقالوا: الحدود
لا تؤخذ قياسا ، وقد علمنا أن كل ما جاز للصحابة فهو جائز لمن بعدهم ،
وما حدث دين جديد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وأين الائتساء بالصحابة رضوان الله عليهم حتى يتركوا النصوص لقول بعضهم إذا وافق تقليدهم ؟ فيلزمهم أن يوجبوا حدا على شارب الدم وأكل الميتة ولحم الخنزير . اهـ

و هذا لو تأملنا في حجم الإبادة الجماعية لقوم لوط ع التي يشير بعض المحدثين و المفسرين إلى أنها عدد هائل من البشر يقدر عددهم بنحو أربعة ملايين نسمة و إليك بعض أقوال المفسرين
:
______________________________
الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج 2 - شرح ص 282
قتادة : ما قوم لا يكون فيهم عشرة فيهم خير . وقيل كان فيهم أربعة آلاف ألف إنسان.
________________________________
الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج 3 - ص 100 - 101
* وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي عروبة قال كان قوم لوط أربعة آلاف ألف *
_________________________________
تفسير القرآن - عبد الرزاق الصنعاني - ج 2 - ص 309
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال بلغني أنه كان في قرية لوط أربعة آلاف ألف انسان أو ما شاء الله من ذلك .
تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 5 - ص 1517 - 1519
1 حدثنا أبو سعيد الأشج ، ثنا إسحاق بن منصور ، عن الحكم بن عبد الملك ، عن قتادة قال : قرية لوط حين رفعها جبريل وفيها أربعمائة الف ، فسمع أهل السماء نباح الكلاب ، وأصوات الديكة ، ثم قلب أسفلها أعلاه .
8692 حدثنا أبي ، ثنا الليث بن خالد ، ثنا خالد بن زياد الترمذي ، ثنا قتادة قال : كان في مدينة لوط التي جعل الله عاليها سافلها أربعة آلاف الف نفس .
8693 حدثنا أبو زرعة ، ثنا إبراهيم بن موسى ، أنبأ ابن أبي زائدة ، عن ابن جريج ، عن مجاهد قال : كانوا يعني قوم لوط أربعمائة الف بيت في كل بيت عشرة مردة فذلك أربعة آلاف الف .

________________________________

بعد عرضنا لأقوال أهل التفسير الخرافية نشير إلى تبريرهم لحجم هذا الاستئصال بزعمهم أنه لاستئصال المثليين من على وجه البسيطة إنه استئصال للمثلية كما يزعم هؤلاء ، وعلى قياسهم الفاسد نقول هل استئصال قوم نوح و صالح وهود و شعيب هو استئصال للكفر ؟؟ رغم ان الكفر بالله بدء حتى قبل آدم متمثلاً بإبليس فلماذا لم يستأصل الله الكفر من بدايته ؟؟ و استمر حتى يومنا هذا و الكفر بالله و الشرك به هو أعظم و أخطر ما يمكن أن يرتكبه الإنسان ، ولا يفهم أحد أننا نعترض على مشيئة الخالق الذي يقول : (وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (33) سورة الأنفال ،(وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا) (8) سورة الطلاق .

إذن ثبت لدينا بالدليل القاطع أن لا علاقة بالمثلية الجنسية بما جرى مع قوم لوط ع و ما جرى عليهم ، و نهاية قوم لوط المأساوية لم تكن بسبب ممارستهم الجنس المثلي بل بكيفية ممارسته مع ما رافقه من جرائم أخرى أولها الكفر بالله تعالى ، و غريب أن تجد من يتصور أن قوم لوط قد اخترعوا الميل المثلي وقد وجد من قبلهم و من بعدهم فكيف يكون الأمر منحصراً بهم وكيف قد ذاع من بعدهم إن لم يكن موجوداً في غيرهم ؟ حتى قال بعض الفقهاء أنه لم يبقى أحد من قوم لوط :

كشاف القناع - البهوتي - ج 6 - ص 140
لا يسمع تفسير القاذف للقذف ( بما يحيله ) أي يغير القذف ويخرجه عن معناه لأنه خلاف الظاهر ( ويحد ) لاتيانه بصريح القذف ( فإن قال أردت ) بقولي : يا زاني أو يا عاهر ( زاني العين أو عاهر اليد أو ) قال أردت بقولي ( يا لوطي إنك من قوم لوط أو تعمل عمل قوم لوط غير إتيان الذكور ونحوه ) أي نحو ما ذكر من
التأويل ( لم يقبل ) منه لأن إطلاق لفظه وإرادة مثل ذلك فيه مع أن قوم لوط لم يبق منهم أحد .

أما عن صورة العذاب الخيالية التي تسربت من الإسرائيليات التي شحنت بها كتب التفسير يقول صاحب المنار في تفسيره : وفي خرافات المفسرين المروية عن الإسرائيليات ان جبرئيل قلعها من تخوم الأرض بجناحه وصعد بها إلى عنان السماء حتى سمع أهل السماء أصوات الكلاب والدجاج فيها ثم قلبها قلبا مستويا فجعل عاليها سافلها . وهذا تصور مبنى على اعتقاد متصوره ان الأجرام السماوية المأهولة بالسكان مما يمكن ان يقرب منهم سكان الأرض وما فيها من الحيوان ويبقون أحياء . وقد ثبت بالمشاهدة والاختبار الفعلي في هذه الأيام التي يكتب هذا فيها ان الطيارات
والمناطيد التي تخلق في الجو تصل إلى حيث يخف ضغط الهواء ويستحيل حياة الناس فيها ، وهم يصنعون أنواعا منها يصنعون فيها من أكسجين الهواء ما يكفي استنشاقه وتنفسه للحياة في طبقات الجو العليا ويصعدون فيها .
وقد أشير في الكتاب العزيز إلى ما يكون للتصعيد في جو السماء من التأثير
في ضيق الصدر من عسر التنفس بقوله تعالى : فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء فإن قيل : إن هذا الفعل المروى عن جبرئيل من الممكنات العقلية وكان
وقوعه من خوارق العادات فلا يصح ان يجعل تصديقه موقوفا على ما عرف من
سنن الكائنات قلت : نعم ولكن الشرط الأول لقبول الرواية في أمر جاء على غير السنن
والنواميس التي أقام الله بها نظام العالم من عمران وخراب ان تكون الرواية عن
وحى إلهي نقل بالتواتر عن المعصوم أو بسند صحيح متصل الاسناد لا شذوذ فيه
ولا عله على الأقل ، ولم يذكر في كتاب الله تعالى ، ولم يرد فيه حديث مرفوع
إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا تظهر حكمة الله فيه ، وإنما روى عن بعض التابعين دون الصحابة . ولا شك أنه من الإسرائيليات ومما قالوه فيها : أن عدد أهلها كان أربعة آلاف الف وبلاد فلسطين كلها
لا تسع هذا العدد ، فأين كان هؤلاء الملايين يسكنون من تلك القرى الأربع ؟ انتهى
وبهذا يتبين من خلال هذا العذاب أن ما ذهب إليه القوم هو كالرماد وقد نثرته أدلتنا القرآنية ، فذكر القرآن لممارستهم الجنسية لم يخلوا من تبيان لقبح الكيفية و التي هي جارية في الاتصال بين الرجل و المرأة ولذلك وصفها الله بالفاحشة سواء كانت بين طرفين من نفس الجنس أم من جنس مغاير ، و على كليهما التحريم لا على الجنس المثلي فقط كما هو واضح ثم نشير إلى أن القرآن أشار إلى معاصي الأقوام الآخرين لإيصال العبرة كما مر بنا فمثلا قوم شعيب ع في التجارة بالربا و التلاعب بالميزان فهل نفترض أن القرآن ينهى عن التجارة أم الكيفية التي سار عليها قوم شعيب ع ، وكذلك الأمر مع غيرهم فلا حجة للخصوم بذكر القرآن لمعاصيهم على أنها السبب في عقابهم أو أن القرآن حرم عين الفعل بل إنما الكيفية فقط لا غير .

و يؤسف أن أرى بعض المفكرين من المثليين و غيرهم يسير بغير هدي على رأي علماء البلاط في تحريم ممارسة الجنس المثلي و يقولون أن الأمر محرم غير أن الله غفور رحيم و على المثلي أن يكبت رغباته الجنسية المثلية و سيحصل عليها في الجنة أو أن يترك دينه و يتبع التيارات الأخرى بسبب ميوله الجنسية ولعمري إن هذا لنفاق و خداع و ضحك على الذقون فكيف يعلم المثلي أن كونه مثلياً أمر لا تقره الشريعة وتحرمه ومن ثم يتقبل نفسه بميوله المثلية من دون أن يمارسها ؟؟.


فهؤلاء يعتبرون غريزة المثلي الجنسية التي أثبت العلم طبيعيتها رجس من عمل الشيطان و يرون أن من مظاهر التقرب إلى الله كبت هذه الغريزة أبداً ومن ثم فهو يعد الرهبانية درجة رفيعة من درجات السمو الإنساني و دلالة كبيرة على حب الله والسعي في رضاه ، ترى ما موقف الإسلام إزاء هذا التفكير ؟

الإسلام ليس ديناً يدعوا إلى الرهبانية فلا شك أنه يأباه ويرفض نتائجه جملة و تفصيلاً لأنه دين يصون الطبيعة البشرية ولا يمحقها و نظرته إلى الميل المثلي الجنسي كنظرته إلى رغبة المعدة إلى الطعام .

إن هذه الرغبة لا تنكر و لكن إشباعها يحتاج إلى إتباع تعاليم الإسلام التي وضعها في تنظيم معاملات العباد وعلاقاتهم فالإسلام لا يستغرب حركة الغريزة المثلية الجنسية و لا يتعبد الناس بالقضاء عليها و لكنه يرسم لها طريقاً معينة لإشباعها و يضع لها الحدود التي تتحرك داخلها .

وقد حاول أناس في عهد النبوة أن يجعلوا الرهبانية ديناً و الإضراب عن الجنس عبادة و ربما كانوا متأثرين في هذه النزعة بديانات أخرى ولما بلغ خبرهم نبي الإسلام صل الله عليه وآله وسلم رفضه أشد الرفض إذ إن هذا المسلك قد يكون عزوفاً بدنياً طبيعياً على أننا لو حسبناه كفاحاً ضد رغبة شديدة كامنة بالفعل فهو انتصار في معركة لا قيمة لها ولا مكان لرضوان الله فيهاوقد تكون عواقبها الشخصية و الاجتماعية مدمرة لأصحابها ولغيرهم فكم نرى من حوادث خيانة الزوجات المتزوجات بمثليين و حالات جنوح الأحداث و اغتصاب الأطفال كل هذا ينتج عن الكبت لميول المثلي الجنسية
ربما قد خرجنا في هذا الجزء قليلاً عن دراستنا القرآنية ولكنها كانت في ظلال القرآن و إشارات مهمة لتمهيد الأجزاء القادمة و فهمها بصورة شاملة ، و ينبغي أن اذكر أن بحثي هذا إنما هو مجرد مسودة لكتاب في النية كتابته و رغبة لتداول العلم أقوم بنشر ما أكتب و أتباحثه مع أهل العلم و العقل الحر للوصول إلى الحق ، و في الجزء القادم سنتعرض لما وعدنا به القارئ عن قصة الرسل ( الملائكة ) و النبي لوط ع و الحكمة من إرسالهم بصورة معينة لنستخلص أدلة جديدة في إثبات عدم تحريم الإسلام للمثلية الجنسية فانتظروني ------------------------------------

--
Friday, October 17, 2008 الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية / الجزء الس

ابع

الإسلام لا يحرم المثلية الجنسية / الجزء السابع




إن الحكمة الإلهية أرادات أن تبين حقيقة أفعال قوم لوط ع و ان الله تعالى يدين ظلمهم و إجرامهم و إسرافهم بالتعدي باغتصاب الرجال جنسياً و لذلك بين القرآن الكريم ان دافعهم لذلك كان الشهوة فهو الدافع الوحيد لفعلهم و الجدير بالملاحظة كما أشرنا أن القرآن لم يستعمل كلمة شهوة إلا في وصف دافع قوم لوط ع لممارسة الجنس المثلي ، على رغم من علمنا أن الإسلام لم يدين الشهوة بحد ذاتها وكيف ذلك وهي من أهم الأسباب للاتصال الجنسي بين الرجل و المرأة و كذلك أكل الطعام فإدانة الشهوة يؤدي إلى القضاء على النوع البشري ، وقد ذكر القرآن الكريم أن الشهوات قد حببت إلى الناس : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} (14) سورة آل عمران

و لكن المدان في الإسلام أن تكون هذه الشهوة هي الدافع الوحيد لممارسة الجنس سواء كان مع الجنس الآخر أم المماثل من دون المودة و المحبة و عدم إلحاق الضرر بأي كان ، و إلى أدى ذلك لمفاسد كثيرة يقول تعالى :وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ
عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا (27) سورة النساء
فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (59) سورة مريم

إن نظرنا إلى طبيعة إجرام قوم لوط ع نرى أنها وصلت لحد البهيمية حينما كانوا في أقصى درجات الإباحية و التحلل بممارسة الجنس جماعيا و علنياً و عنوة مع المارة المسافرين بمدينتهم و لذلك قالوا للنبي لوط ع : { قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ } (70) سورة الحجر

و بسبب ذلك أرسل الله تعالى ملائكة رسلاً إليهم ولكن بصورة مميزة خاصة تثير أسئلة كثيرة عن سبب إرسالهم بهذه الصورة بالذات رغم أنها ستثير القوم للاعتداء على الرسل الذين أتوا بهيئة المسافرين و حلوا ضيوفاً على النبي لوط ع .
فما وجه الحكمة الإلهية و ما أهدافها و إلى ماذا ترمي ، وقبل ذلك نبين الآيات القرآنية التي تحدثت عن إرسال الملائكة و ما جرى معهم و مع النبي لوط ع وقومه .





يقول تعالي : {وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ وَجَاءهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُواْ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ قَالُواْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ } 77-79 سورة هود

و يقول : {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ قَالُواْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ إِلاَّ آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَا إِنَّهَا لَمِنَ الْغَابِرِينَ فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ وَأَتَيْنَاكَ بَالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَاتَّبِعْ أَدْبَارَهُمْ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هَؤُلاء مَقْطُوعٌ مُّصْبِحِينَ وَجَاء أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ قَالَ إِنَّ هَؤُلاء ضَيْفِي فَلاَ تَفْضَحُونِ وَاتَّقُوا اللّهَ وَلاَ تُخْزُونِ قَالُوا أَوَلَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعَالَمِينَ قَالَ هَؤُلاء بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤمِنِينَ}57-77 الحجر .

و يقول : (ولوطا إذ قال لقومه إنكم لتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين
أئنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين قال رب انصرني على القوم المفسدين ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية إن أهلها كانوا قال إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون ) 28-35 العنكبوت .

ويقول : (فما خطبكم أيها قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من مسومة عند ربك للمسرفين فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم ) 31-37 الذاريات.


تبين الآية الكريمة أن النبي لوط ع لم يسر بقدوم الرسل وضاق بهم ذرعاً و كان يوما عصيباً و محزناً ومخيفاً كما تنطق الآيات ( وَلَمَّا جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ) (الْغَابِرِينَ فَلَمَّا جَاء آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ قَالُواْ بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُواْ فِيهِ يَمْتَرُونَ ) (ولما أن جاءت رسلنا لوطا سيء بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن ) ، فهل يعقل أن يحزن أو يخاف أو يضيق ذرعاً نبي من أنبياء الله بقدوم ضيوف إليه إن قلنا بأنه لم يعلم حقيقة كونهم ملائكة ؟ وما سبب ذلك ؟

يجيبنا أهل التفسير بأن الملائكة قد تشكلت بصورة ذكور مرد في غاية الجمال و غرباء مسافرين و صفة معينة من هذه الصفات تكفي ليرغب فيهم قوم لوط ع فكيف بها و هي مجتمعة أي شباب أو غلمان و غرباء و في غاية الجمال والحسن وقد سبب ذلك استبشارهم و تدافعهم دفعاً إلى بيت النبي لوط ع يهرعون!

تفسير البحر المحيط - أبي حيان الأندلسي - ج 4 - ص 83 - 84
ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا ( * وفي الآية دليل على إمكان تمثيل الملائكة بصورة البشر وهو صحيح واقع بالنقل (المتواتر
أوائل المقالات - الشيخ المفيد - ص 288
وأما الروايات في رؤية الملائكة بصورة إنسان في الأمم السابقة وفي هذه الأمة فلا تعد ولا تحصى فقد روى رؤية بعض الصحابة جبرئيل بصورة دحية
1.الكلبي

جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 94
حدثني موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : بعث الله الملائكة لتهلك قوم لوط أقبلت تمشي في صورة رجال شباب ،حتى نزلوا على إبراهيم فتضيفوه1
جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 106
حدثني موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط ، فأتوها نصف النهار ، فلما بلغوا نهر سدوم لقوا ابنة لوط تستقي من الماء لأهلها ، وكانت له ابنتان ، اسم الكبرى رثيا ، والصغرى زغرتا ، فقالوا لها : يا جارية ، هل من منزل ؟ قالت : نعم ، فمكانكم لتدخلوا حتى آتيكم فرقت عليهم من قومها ، فأتت أباها فقالت : يا أبتاه أرادك فتيان على باب المدينة ما رأيت وجه قوم أحسن منهم ، لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلا ، فقالوا : خل عنا فلنضف الرجال فجاء بهم ، فلم يعلم أحد إلا أهل بيت لوط ، فخرجت امرأته فأخبرت قومها ، قالت : إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط فجاءه قومه يهرعون إليه .

جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 102 - 107
* ( ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب يقول تعالى ذكره : ولما جاءت ملائكتنا لوطا ، ساءه مجيئهم . وهو فعل من السوء ، وضاق بهم بمجيئهم ذرعا يقول : وضاقت نفسه غما بمجيئهم ، وذلك أنه لم يكن يعلم أنهم رسل الله في حال ما ساءه مجيئهم ، وعلم من قومه ما هم عليه من إتيانهم الفاحشة ، وخاف عليهم ، فضاق من أجل ذلك بمجيئهم ذرعا ، وعلم أنه سيحتاج إلى المدافعة عن أضيافه ، ولذلك قال : هذا يوم عصيب .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن علي عن ابن عباس ، قوله : ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا يقول : ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن حذيفة أنه قال : لما جاءت الرسل لوطا أتوه وهو في أرض له يعمل فيها وقد قيل لهم والله أعلم : لا تهلكوهم حتى يشهد لوط قال : فأتوه فقالوا : إنا متضيفوك الليلة فانطلق بهم ، فلما مضى ساعة التفت فقال : أما تعلمون ما يعمل أهل هذه القرية ؟ والله ما أعلم على ظهر الأرض أناسا أخبث منهم قال : فمضى معهم ، ثم قال الثانية مثل ما قال ، فانطلق بهم ، فلما بصرت بهم عجوز السوء امرأته ، انطلقت فأنذرتهم حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة قال : قال حذيفة ، فذكر نحوه حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا الحكم بن بشير ، قال : ثنا عمرو بن قيس الملائي ، عن سعيد بن بشير ، عن قتادة ، قال : أتت الملائكة لوطا وهو في مزرعة له ، وقال الله للملائكة : إن شهد لوط عليهم أربع شهادات فقد أذنت لكم في هلكتهم . فقالوا : يا لوط إنا نريد أن نضيفك الليلة ، فقال : وما بلغكم من أمرهم ؟ قالوا : وما أمرهم ؟ قال : أشهد بالله إنها لشر قرية في الأرض عملا يقول ذلك أربع مرات . فشهد عليهم لوط أربع شهادات ، فدخلوا معه منزله
حدثني موسى بن هارون ، قال : ثنا عمرو بن حماد ، قال : ثنا أسباط ، عن السدي ، قال : خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قرية لوط ، فأتوها نصف النهار ، فلما بلغوا نهر سدوم لقوا ابنة لوط تستقي من الماء لأهلها ، وكانت له ابنتان ، اسم الكبرى رثيا ، والصغرى زغرتا ، فقالوا لها : يا جارية ، هل من منزل ؟ قالت : نعم ، فمكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم فرقت عليهم من قومها ، فأتت أباها فقالت : يا أبتاه أرادك فتيان على باب المدينة ما رأيت وجه قوم أحسن منهم ، لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلا ، فقالوا : خل عنا فلنضف الرجال فجاء بهم ، فلم يعلم أحد إلا أهل بيت لوط ، فخرجت امرأته فأخبرت قومها ، قالت : إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط فجاءه قومه يهرعون إليه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : خرجت الرسل فيما يزعم أهل التوراة من عند إبراهيم إلى لوط بالمؤتفكة ، فلما جاءت الرسل لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وذلك من تخوف قومه عليهم أن يفضحوه في ضيفه ، فقال : هذا يوم عصيب .

تفسير ابن أبي حاتم - ابن أبي حاتم الرازي - ج 6 - ص 2062
62 حدثنا أبي ثنا عيسى بن زياد ثنا يعقوب عن حفص عن شمر ابن عطية قال : كان لوط قد اخذ على امرأته ان لا تذيع شيئا من امر أضيافه قال : فلما دخل عليه جبريل ومن معه رآهم في صورة لم ير مثلها فانطلقت تسعى إلى قومها فاتت النادي فقالت بيدها هكذا تصفهم بالجمال والهيئة قال : واقبلوا يهرعون إلى قوم لوط قال لهم لوط ما قال الله في القران قوله تعالى : ومن قبل كانوا يعملون السيئات.

تفسير الرازي - الرازي - ج 19 - ص 202
قيل : إن الملائكة لما كانوا في غاية الحسن اشتهر خبرهم حتى وصل إلى قوم لوط . وقيل : امرأة لوط أخبرتهم بذلك ، وبالجملة فالقوم قالوا : نزل بلوط ثلاثة من المرد ما رأينا قط أصبح وجها ولا أحسن شكلا منهم فذهبوا إلى دار لوط طلبها منهم لأولئك المرد والاستبشار إظهار السرور .

زاد المسير - ابن الجوزي - ج 4 - ص 101
قوله تعالى : ( فما لبث ) أي : ما أقام حتى جاء بعجل حنيذ ، لأنه ظنهم أضيافا ، وكانت الملائكة قد جاءته في صورة الغلمان الوضاء .

تفسير الرازي - الرازي - ج 18 - ص 23
أتاه جبريل عليه السلام ومعه اثنا عشر ملكا على صورة الغلمان الذين يكونون في غاية الحسن وقال الضحاك كانوا تسعة .

عمدة القاري - العيني - ج 21 - ص 44
قصته أن قوم لوط ، عليه الصلاة والسلام ، لما أفسدوا وطغوا وبغوا دعا لوط ربه بأن ينصره عليهم ، فأرسل أربعة من الملائكة جبريل وميكائيل وإسرافيل ودردائيل لإهلاكهم وبشارة إبراهيم ، عليه الصلاة والسلام ، بالولد فأقبلوا مشاة في صورة رجال مرد حسان حتى نزلوا على إبراهيم ، عليه الصلاة والسلام.

عمدة القاري - العيني - ج 15 - ص 265
سأل لوط ربه أن ينصره عليهم فأجاب الله دعاءه وبعث أربعة من الملائكة : جبريل وميكائيل وإسرافيل ودردائيل ، وقيل : رفائيل لإهلاكهم ، وبشارة إبراهيم بالولد ، فأقبلوا مشاة في صورة رجال مرد حسان حتى نزلوا على إبراهيم صلى الله عليه وسلم وكان الضيف قد حبس عنه خمس عشرة ليلة حتى شق ذلك عليه ، وكان لا يأكل إلا مع الضيف مهما أمكنه ، فلما رآهم سر بهم لأنه رأى ضيفا لم يضف مثلهم حسنا وجمالا ، فقال : لا يخدم هؤلاء ، إلا أنا فخرج إلى أهله فجاء بعجل حنيذ ، وهو المشوي بالحجارة ، فقربه إليهم فأمسكوا أيديهم .

تفسير العز بن عبد السلام - الإمام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي الدمشقي الشافعي - ج 2 - ص 96 - 97
( سئ بهم ) * ساء ظنه بقومه وضاق ذرعا بأضيافه ، * ( عصيب ) * شديد لأنه يعصب الناس بالشر ، خاف على الرسل أن يفضحهم قومه * ( يهرعون ) * الإهراع الإسراع بين الهرولة والجمز قال : الكسائي والفراء : ولا يكون إلا مع رعدة ، أسرعوا لما أعلمتهم امرأة لوط بجمال الأضياف .

تفسير القمي - علي بن إبراهيم القمي - ج 1 - ص 334
فبينما إبراهيم عليه السلام قاعد في موضعه الذي كان فيه وقد كان أضاف قوما وخرجوا ولم يكن عنده شئ فنظر إلى أربعة نفر قد وقفوا عليه لا يشبهون الناس .

تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 183
يعني : ساء * ( لوطا ) * مجئ الرسل * ( وضاق ) * بمجيئهم ذرعه ، وذلك لأنه حسب أنهم آدميون ورأى حسن صورتهم وجمال جملتهم ، فخاف عليهم خبث قومه وسوء سيرتهم ، و * ( يوم عصيب ) * وعصبصب : شديد ، من عصبه : إذا شده .

تفسير جوامع الجامع - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 179
( رسلنا ) * يعني : الملائكة ، وكانوا ثلاثة : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ،
الصادق ( عليه السلام ) : " كانوا أربعة ورابعهم ملك آخر " ، وقيل : كانوا تسعة ، وقيل :أحد عشر ، وكانوا على صور الغلمان

التفسير الأصفى - الفيض الكاشاني - ج 1 - ص 548
( ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم ) * ساءه مجيئهم ، لأنهم جاؤوا في صورة غلمان ، وظن أنهم أناس ، فخاف عليهم أن يقصدهم قومه فيعجز عن مدافعتهم * ( وضاق بهم ذرعا ) : وضاق بمكانهم ذرعه 1 ، وهو كناية عن شدة الانقباض ، للعجز عن مدافعة المكروه . * ( وقال هذا يوم عصيب ) * : شديد .
وجاءه قومه يهرعون إليه ) * : يسرعون إليه ، يدفعون دفعا ، لطلب الفاحشة من أضيافه * ( ومن قبل ) * : ومن قبل ذلك الوقت * ( كانوا يعملون السيئات ) * : الفواحش ، فتمرنوا بها ولم يستحيوا منها ، حتى جاؤوا يهرعون إليه مجاهرين .

تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج 5 - ص 126 - 127
في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن فضال عن داود بن أبي يزيد وهو فرقد عن أبي يزيد الحمار عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى بعث أربعة أملاك في اهلاك قوم لوط : جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وكروبيل صلوات الله عليهم ، فمروا بإبراهيم وهم مغتمون ، فسلموا عليه فلم يعرفهم ، ورأى هيئة حسنة ، فقال : لا يخدم هؤلاء أحد الا أنا بنفسي وكان صاحب أضياف

تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 10 - ص 337 - 338
قوله تعالى : ( ولما جاءت رسلنا لوطا سيئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال هذا يوم عصيب ) يقال : ساءه الامر مساءة أي أوقع عليه السوء ، وسئ بالامر بالبناء للمجهول أي أوقع عليه من ناحيته وبسببه والذرع مقايسة الاطوال مأخوذ من الذراع العضو المعروف لانهم كانوا يقيسون بها ، ويطلق على نفس المقياس أيضا ، ويقال : ضاق بالامر ذرعا وهو كناية عن انسداد طريق الحيلة والعجز عن الاهتداء إلى مخلص ينجو به الانسان من النائبة كالذي يذرع ما لا ينطبق عليه ذرعه والعصيب فعيل بمعنى المفعول من العصب بمعنى الشد واليوم العصيب هو اليوم الذي شد بالبلاء شدا لا يقبل الانحلال ولا بعض أجزائه ينفك عن بعض والمعنى لما جاءت رسلنا لوطا وهم الملائكة النازلون بإبراهيم عليه السلام ساء مجيئهم لوطا ، وعجز عن الاحتيال لنجاتهم من شر القوم فإنهم دخلوا عليه في صور غلمان مرد صبيحي المنظر وكان قومه ذوي حرص شديد على إتيان الفحشاء ما كان من المترقب أن يعرضوا عنهم ويتركوهم على حالهم ، ولذلك لم يملك لوط نفسه دون أن قال : ( هذا يوم عصيب ) أي شديد ملتف بعض شره ببعض .
قوله تعالى : وجاءه قومه يهرعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات =قال الراغب : يقال : هرع وأهرع ساقه سوقا بعنف وتخويف ، انتهى . وعن كتاب العين الاهراع السوق الحثيث ، انتهى وقوله : ( ومن قبل كانوا يعملون السيئات ) أي ومن قبل ذلك كانوا يقترفون المعاصي ويأتون بالمنكرات فكانوا مجترئين على إيقاع الفحشاء معتادين بذلك لا ينصرفون عنه بصارف ولا يحجبهم عن ذلك استحياء أو استشناع ، ولا ينزجرون بموعظة أو ملامة أو مذمة لان العادة تسهل كل صعب وتزين كل قبيح ووقيح

تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 16 - ص 125
وللقوم في قوله : ( ان أهلها كانوا ظالمين ) ، وقوله : ( قال إن فيها لوطا )
مشاجرات طويلة أعرضنا عن التعرض لها لعدم الجدوى ، من أراد الوقوف عليها فليراجع المطولات قوله تعالى : ( ولما أن جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقالوا لا تخف ولا تحزن ) إلى آخر الآية ، ضميرا الجمع في ( سئ بهم وضاق بهم ) للرسل والباء للسببية أي أخذته المساءة وهي سوء الحال بسببهم وضاقت طاقته بسببهم لكونهم في صور شبان حسان مرد يخاف عليهم من القوم ثم قصد القوم إياهم بالسوء وضعف لوط من أن يدفعهم عنهم وهم ضيف له نازلون بداره .
وقوله : ( وقالوا لا تخف ولا تحزن ) أي لا خطر محتملا يهددك ولا مقطوعا يقع عليك فان الخوف انما هو في المكروه الممكن والحزن في المكروه الواقع
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج 10 - ص 358 - 359
وإذا أشرقت الشمس على 07 : 38 : 09 الأرض دخل لوط إلى صوغر فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتا ونارا من عند الرب من السماء . وقلب تلك المدن وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض . ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح . وبكر إبراهيم في الغد إلى المكان الذي وقف فيه أمام الرب وتطلع نحو سدوم وعمورة ونحو كل أرض الدائرة . ونظر وإذا دخان الأرض يصعد كدخان الاتون . وحدث لما أخرب الله مدن الدائرة أن الله ذكر إبراهيم وأرسل لوطا من وسط الانقلاب حين قلب المدن التي سكن فيها لوط وصعد لوط من صوغر وسكن في الجبل وابنتاه معه لأنه خاف أن يسكن في صوغر فسكن في المغارة هو وابنتاه . وقالت البكر للصغيرة : أبونا قد شاخ وليس في الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض هلم نسقى أبانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من أبينا نسلا . فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة . ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها وحدث في الغد أن البكر قالت للصغيرة إني قد اضطجعت البارحة مع أبي . نسقيه خمرا الليلة أيضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من أبينا نسلا . فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة أيضا . و قامت الصغيرة واضطجعت معه . ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها . فحبلت ابنتا لوط من أبيهما .
فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب وهو أبو الموآبيين إلى اليوم والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمى وهو أبو بنى عمون إلى اليوم . انتهى هذا ما قصته التوراة في لوط وقومه نقلناه على طوله ليتضح به ما تخالف القرآن الكريم من وجه القصة ومن وجوه غيرها ففيها كون الملك المرسل للبشرى والعذاب ملكين اثنين . وقد عبر القرآن بالرسل - بلفظ الجمع وأقله ثلاثة - . وفيها أن أضياف إبراهيم أكلوا مما صنعه وقدمه إليهم ، والقرآن ينفى ذلك ويقص أن إبراهيم خاف إذ رأى أن أيديهم لا تصل إليه .
وفيها : إثبات بنتين للوط ، والقرآن يعبر بلفظ البنات . وفيها كيفية إخراج الملائكة لوطا وكيفية تعذيب القوم وصيرورة المرأة عمودا من ملح وغير ذلك وفيها نسبة التجسم صريحة إلى الله سبحانه ، وما ذكرته من قصة لوط مع بنتيه أخيرا ، والقرآن ينزه ساحة الحق سبحانه عن التجسم ويبرئ أنبياءه ورسله عن ارتكاب ما لا يليق بساحة قدسهم

و يبدو أن الملائكة وحدهم لم يتشكلوا بصورة شبان مرد في غاية الوضاءة والجمال بل حتى إبليس ولكن هدفه إغواء القوم إن صح ذلك ولكن ما هدف الملائكة من التشكل بهذه الصورة ؟

الدر المنثور - جلال الدين السيوطي - ج 3 - ص 100
وأخرج إسحاق بن بشر وابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق عن بعض رواة ابن عباس قال انما كان بدء عمل قوم لوط ان إبليس جاءهم عند ذكرهم ما ذكروا في هيئة صبي أجمل صبي رآه الناس فدعاهم إلى نفسه فنكحوه ثم جروا على ذلك

تاريخ اليعقوبي - اليعقوبي - ج 1 - ص 25
عمل قوم لوط المعاصي ، وكانوا يأتون الذكران من العالمين ، وذلك أن إبليس ، لعنه الله تعالى ، تراءى لهم في صورة غلام أمرد ، ثم أمرهم أن ينكحوه ، فاشتهوا ذلك حتى تركوا نكاح النساء ، وأقبلوا على نكاح الذكران

التفسير الصافي - الفيض الكاشاني - ج 2 - ص 217
في الكافي ، والعلل : عن أحدهما عليهما السلام في قوم لوط إن إبليس أتاهم في صورة حسنة فيه تأنيث ، عليه ثياب حسنة فجاء إلى شبان منهم فأمرهم أن يقعوابه ، ولو طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ، ولكن طلب إليهم أن يقعوا به ، فلما وقعوا به التذوا ثم ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض

ومن هيئة الملائكة وتصورهم بصورة مغرية قريبة لما يشتهيه القوم اعتقدت السيدة سارة زوجة النبي إبراهيم ع أنهم أتوا ليعملوا عمل قوم لوط ع
جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج 12 - ص 94

وقال آخرون بل ضحكت ظنا منها بهم أنهم يريدون عمل قوم لوط . ذكر من قال ذلك :حدثنا الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا أبو معشر ، عن محمد بن قيس ، في قوله : وامرأته قائمة فضحكت قال : لما جاءت الملائكة ظنت أنهم يريدون أن يعملوا كما يعمل قوم لوط

وبعد عرضنا المجمل لما نقله أهل التفسير نقول : أليس في إرسال الملائكة بهذه الصورة الشهية المغرية للقوم كغلمان مرد جميلين ببشرة وضاءة و ملابس بيضاء و إلى ما هنالك من وصف السلف ، تعريض لهم و تسبب بالتعرض إليهم فهل الله سبحانه يشجع على الفاحشة و العياذ بالله إن كان مجرد الجنس المثلي فاحشة ؟

ربما يقول البعض أرسلهم بهذه الصورة ليقيم عليهم الحجة و يختبرهم كآخر فرصة للنجاة ، ولكن هذا أمر بعيد جداً و تبرير بارد لماذا ؟ لأن مجرد إرسال لوط ع وبلاغه لهم ما يكفي لإقامة الحجة و توكيدها عليهم و دونك قصص الأنبياء فأهلك قوم عاد دون أن يرسل إليهم ملائكة وما شابه لأنه أكمل الحجة بإرسال الرسول و أضف على ذلك معجزة إبراهيم عليه السلام بنجاته من النار وما ذلك عنهم ببعيد ولا أمر الطوفان و كل ذلك يكفي و أكثر للإبلاغ في الحجة و نحن نعلم ان القرآن يقول ما على الرسول إلا البلاغ و أيضا إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر ، و يبقى السؤال ما هي الحكمة من إرسالهم بهذه الصورة ؟


هل يمكن أن يكون فعله تعالى مجرد من الحكمة أو أن يكون ضرباً من العبث و العياذ الله و هذا ما لايليق بحق كماله المطلق ، و إذا سلمنا جدلاً بقول المفسرين فلماذا لم يرسل لقوم شعيب ع مثلا ملكاً يشتري من عندهم ليرى هل يعاملونه كما يقول القرآن وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ، أو يفعل ذلك مع بقية أقوام الأنبياء ومع قريش مثلاً ؟

و على هذا نقرر أن الله تعالى بإرساله الملائكة بهذه الصورة و على هذه الهيئة المخصوصة كمسافرين غرباء وهم مشهورون بتعرضهم للغرباء و حتى أن بعض السلف كالإمام الحسن ع كما نقل عنه أهل التفسير وكذلك أبن عباس رض قرروا بأنهم لم يكونوا يتعرضوا لغير الغرباء بالاغتصاب الجنسي و بصورة غلمان مرد بجمال و حسن لم يرى القوم مثله لشدة شهوتهم لمثل هذا الصنف ، كان كل ذلك لتبيان أن من يتعدى حدود الله ينال مثل هذا الجزاء فقوم لوط ع كفروا بالله و كذبوا رسله و النذر و لم يقفوا عند هذا الحد بل تعرضوا وكسروا باب بيت النبي لوط ع لشدة انغماسهم في الشهوات البهيمية وإجرامهم و رغبتهم في اغتصاب ضيوفه كما هي عادتهم لكل من يدخل مدينتهم .


فالله سبحانه لم يحرم المثلية لذاتها ولكن حرم التعدي على الغير دون وجه حق و إرغامه لممارسة الجنس بالإكراه ، و الحكمة من إرسالهم بهذه الصورة ليس لاستدراج القوم و لكن لإيصال الرسالة إلى البشرية أن التحريم لم يكن واقعاً على ممارسة الجنس المثلي بحد ذاته ولكن ما رافقه من جرائم مارسها قوم لوط ع بحق المسافرين المارين بأرضهم و هي كثيرة سنبينها في الجزء القادم و سنتحدث عن ما أسماه الفقهاء بالسحاق و علاقته بقصة قوم لوط ع لنستخلص أدلة جديدة في البحث .

أشكر للجميع وقتهم و دعمهم للدراسة بالنشر و النقد البناء

gay from uae
---------------------------------------

1 comment:

Unknown said...

انت رائع ... لم أكمل الموضوع ولكن لي عودة
تحية لك على مجهودك

Bookmark and Share هذه المدونة خاصة ب ألوان. نحن شبكة من المثليين والمثليات العرب نعيش في بلاد مختلفة في البلاد العربية والمهجر .

Labels

human rights (114) justice (110) gay rights (85) GLBT rights (77) GLBT right (76) المساواة (63) العدالة (62) حقوق الاقليات (60) gay and lesbian rights (52) civil rights (50) حقوق الانسان (47) مثليين (45) حقوق المثليين والمثليات (44) LGBT rights (43) مثلي (43) GLBT rights human rights (42) arab women (33) women's rights (30) المثلية فطرة (22) المثلية ليست مرض (22) هل المثلية مرض وله دواء (22) Ex-Gay (21) gay-to-straight conversion (21) can gays be cured (20) violence against women (20) حقوق المرأة (17) هوس تخلف (17) gay conversion (14) homosexuality and science (12) lesbian rights (12) مثليات (12) LGBT (10) alwaan masreya (6) Arab GLBT (5) lesbian-movie (5) حقوق المواطن العربي (5) سحاقيات (5) Milk the movie (4) arab transsexual (4) arablesbian (4) movies (4) المثليات (4) سحاقية (4) Arab Woman (3) Harvey Milk (3) LGBT muslims (3) Saudi Arabia (3) Sean Penn (3) arab lesbian (3) bisexual (3) gay-rights pioneer (3) muslim gay (3) queer (3) المثلية (3) سعودية (3) مرأة عربية (3) مقالات (3) Saudi Woman (2) arab-lesbian (2) arabs right (2) homosexuality in animals (2) lesbian (2) queer arab (2) same sex marriage (2) sexuality (2) الكويت (2) مثلية (2) LGBT-rights (1) gayarab (1) indian-lesbian (1) jordanian-lesbian (1) muslim-lesbian (1) queerarab (1) المجتمع (1) تاريخ المثليات (1) تاريخ المثليين (1) حجب (1) مباراة كرة قدم، مصر والجزائر (1) مثليين يتزوجون نساء (1)