صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة:
"العنف الجنسي، سلاح حرب وأداة إرهاب"
نيقول كيدمان، الممثلة وسفيرة النوايا الحسنة
١٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨بقلم
لابد من تغيير هذه العقلية. لابد من الإعتراف بأن العنف ضد المرأة هو واقع قائم، يجب التعامل معها كإنتهاك لحقوق الإنسان. العنف ضد المرأة هو جريمة لا يمكن التغاضي عنها، سواء كان جاء علي صورة عنف في المنزل، أو إغتصاب في حرب، أو بتر الأعضاء التناسلية، أو زواج قهري، أو زواج القاصرة. العنف ضد المرأة، حيثما وأينما أرتكب، لابد أن يعاقب بكل ما في القوانين من ثقل.
لقد أصبحت سفيرة للنوايا الحسنة، لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، بغية ترديد أصوات كل النساء والفتيات اللائي وقعن ضحية العنف والإستغلال. المرأة ترفض أن تكون ضحية سلبية في عدد متزايد من بلدان العالم. المرأة تنظم الآن صفوفها، وترفع صوتها، وتطالب بمحاسبة المسئولين، والقول "لا" للعنف الذي تتعرض له لمجرد كونها إمرأة.
إنهاء العنف ضد المرأة مسئولية الجميع. ولهذا أطلق صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة في نوفمبر من العام الماضي، بمناسبة اليوم العالمي لإزالة العنف ضد النساء، حملته الواسعة علي شبكة إنترنت، تحت شعار "قل لا للعنف ضد النساء"، طالبا من الناس عامة أن يرفعوا أصواتهم وأن ينضموا لهذه الحركة الشعبية المتعاظمة.
والآن وقد إنقضيت سنة علي شن الحملة، أستجاب مئات الالاف من الناس من مختلف أرجاء الأرض لندائها، وقالوا "لا للعنف ضد المرأة"، مسجلين إسمائهم فيها. كما إنضمت ما يزيد علي 200 منظمة. ووقف رؤساء ووزراء وإلتزموا علنا بالعمل من خلال حملة "لا" لهذا العنف.
في زيارة حديثة لمدينة نيويورك، إلتقيت ببطلتين صرختا "لا" وحققتا نصرا بالغ الأهمية علي العنف ضد المرأة: نجوم علي، الطفلة اليمنية البالغة من العمر مجرد 10 سنوات والتي هربت من قهرها علي الزواج، ومحاميتها شادة ناصر التي إنخرطت في النضال في خدمة حرية البنات. نجوم، التي أجبرت علي الزواج في التاسعة من عمرها، لجأت إلي القضاء طلبا للإغاثة.
وعلي خلاف ما يحدث في الاف الحالات التي تقع فيها البنات ضحية الإكراه علي الزواج المبكر، قوبلت شجاعة نجوم بشجاعة شادة المرافعة عن حقوق الإنسان، في قضية كتبت في سجلات التاريخ، عندما حصلت نجوم بمساعدة شادة علي الطلاق في شهر إبريل، محققة بذلك إنتصارا لحقوق الإنسان لجميع البنات والنساء. لقد عادت نجوم إلي المدرسة لمواصلة تعليمها، وتتطلع لأن تصبح محامية بدورها.
وفي كوسفو، أنصت إلي نساء كثيرات وسط النزاع، وقعن ضحية عمليات إغتصاب فظة علي أيدي الجنود. فقد آصبح العنف الجنسي سلاح حرب، وأداة إرهاب تدمر حياة النساء والرجال، وتمزق جماعات الأهالي، وتكره النساء علي الفرار من بيوتهن. وعلي الرغم من كل ذلك، وقع العنف الجنسي أثناء الحروب طي صمت تاريخي مخزي علي مدي الزمن.
وبدوره، إستجاب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 20 يونيو 2008، بإعتماده بالإجماع القرار رقم 1820، الذي يقر صراحة بإستحالة تحقيق السلام والأمن طالما تعيش جماعات برمتها في ظل الإرهاب الجنسي.
وينادي القرار الأممي بتكثيف جهود كافة أطراف النزاعات من أجل حماية النساء والبنات من الهجمات المستهدفة. فمن الواضح الآن أن إنهاء العنف ضد النساء قد أصبح، حقا وفعلا، بمثابة أولية قصوي للحكومات والمؤسسات الهامة كالأمم المتحدة.
وهنا، يناشد صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة والأمين العام للأمم المتحدة، جميع دول العالم تكثيف الدعم ل "صندوق الأمم المتحدة الإئتماني لأنهاء العنف ضد المرأة"، الذي يوفر الموارد للمنظمات المحلية في البلدان النامية من أجل إيجاد الحلول العملية الفعالة.
لقد خدمت المنح المقدمة لهذا الصندوق في منع الرق وتجارة البشر في أوكرانيا، وإغاثة ضحايا العنف المنزلي في هايتي، والمساعدة في تطبيق قانون جديد ضد الإغتصاب في ليبريا التي مزقتها الحروب.
كل هذه المبادرات وكل الجهود التي بذلت وما زالت تبذل في مختلف أرجاء العالم، إنما تقدم الدليل القاطع علي أن العنف ضد المرأة هو وباء ذو علاج.
ولذا، فإننا نحث الحكومات أن توفي في 25 نوفمبر الجاري بكافة إلتزامتها، كما نحث الرجل والنساء علي تكثيف جهودهم من أجل وقف العنف ضد المرأة، وأن يشرحوا للمسئولين في حكومات بلادهم أن إنهاء هذا العنف هام لهم، وأن من حق المرأة أن تعيش حياة آمنة من العنف. (آي بي إس / 2008)
No comments:
Post a Comment