الوان مصرية
30 نوفمبر 2009
قسم قدماء المصريين أشهر السنة إلى ثلاثة مواسم هى موسم الفيضان والزراعة والحصاد ، لكن المصرى المعاصر استحدث موسم جديد وهو موسم السعار الجنسى ،
ويرتبط كثيرا هذا الموسم بالأعياد. فى 2006 ، بالتحديد عيد الفطر ظهرت معالم هذا الموسم ، حينما هاجمت مجموعات من الشباب والمراهقين الفتيات فى
منطقة وسط البلد . وحاول الكثيرون إنكار ما حدث وتشغيل إسطوانة الجماعات المغرضة التى تسعى لتشويه سمعة مصر.. ولكن يكفى لأى أمراة أن تتجول فى
شوارع العاصمة خلال أيام الأعياد للتأكد من إمكانية حدوث هذا.
غالباً ما أتجنب ازدحام الشوارع فى الأعياد وتقتصر تجولاتى على الزيارات العائلية، إلا أن هذا الروتين السنوى قد تغيير فور وصول "لينا" . أقترحت
الذهاب إلى الأقصر أو البحر الأحمر ، لكن حوادث الطرق والقطارات جعلتنى أعارض إقتراحها. منذ السيارة التى اصطدمت بعمود كهرباء أمام منزلى ،
جعلنى أتردد فى الأمساك بعجلة القيادة لأيام، و جعلتنى أخبار الصحف أشعر أن الداخل إلى القطارات مفقود والخارج منها مولود. عصفت هلوسات اليقظة
والمنام بعقلى ، تارة أحلم بأننى أخرج من حطام قطار حاملة لينا ما بين ذراعى ، وتارة أخرى أراها مغشى عليها داخل سيارتنا التى سقطت فى النهر..
لا أدرى إذا كان هذا تشاؤم الواقع أو رغبة كامنة فى طيات عقلى للعب دور البطل الأبوى البطريركى الذى رسخته الأساطير القديمة فى أذهان ...
فى النهاية ، لم أبذل وقتاَ طويلاَ فى إقناعها بالبقاء فى العاصمة ، وعلى الرغم من إبتعادى عن الطرق والسكك الحديدية إلا أننا كنا ضحايا حوادث من
نوع أخر ، حوادث لن تلحق أى أذى جسدى ظاهر، ولكن جروحها تمتد إلى ما بعد الجسد ، فتلحق الأذى بالروح..
لا أدرى ما الذى دفعنى لقبول دعوتها للعشاء، وبسبب إزدحام الشوارع فضلت ركوب تاكسى على قيادة السيارة، شعرت بالأختناق فى هذا المطعم الزجاجى على
ضفاف النهر، بمجرد انتهاء العشاء ، عرضت عليها التجول فى المدينة .. ولكن بعد بضعة خطوات أدركت مدى سذاجتى ..
كانت المدينة مسرحا للذكور ، أكبرهم فى السابعة عشر من عمره ، كانت مجموعات من المراهقين تعيث فسادا فى طرقات المدينة ، البعض يكتفى بمحاولة
التقرب بعبارات فكاهية ولكن أخرون تتجاوز تعليقاتهم عبارات الغزل وتخرج من أفواهم تعليقات جنسية سخيفة فجة ، أخرون يحاولون الاقتراب من النساء
ولكن البعض الأخر يستغل الزحام للمس أجساد النساء والعبث فيها.. ربما كان طول قامتى كان السبب فى وصول هذه الأيدى العابثة إلى الٍرجل بدلا من
المؤخرة..أما لينا فقد ساعدها قصر قامتها .. حيث لم تتجاوز الأيدى الأذراع أو الخصر ... نظراتنا الحادة مواجهة للأيدى التى تحاول إقتحام
خصوصية أجسادنا. إيزيس .. تتساءل هل ما يحدث تطور لموسم التزواج ما بين الحيوانات أو سعار جنسى إجتاح مجتمع تائه ما بين أمجاد الماضى أو احباطات
الواقع .. تنتهك فيه حرمة الجسد فى ظل الأنهيار وإحباط الأحلام .. يبدو فيه مصير الأبناء مشابه لمصير الأباء .حيث يتحتم على حورس لبس عباءة
والده .. عليه .. إنها حتمية التقاليد التى تكتب حلقات مسلسل التوريث داخل العائلات .. الطبيب أورث إبنه المشرط والميكانيكى يورث إبنه
الصواميل .. مع بداية مرحلة المراهقة تتهاوى أحلام الطفولة .. لكل منا دور حتمى فى هذا المجتمع .. الكهانة لا يفصحون عن الأسرار إلا لأبنائهم
... تراجعت جيوش رمسيس بعد موته ورضيت بدورها الروتينى فى ربوع الوادى والدلتا .. تتسلى بتعذيب الفلاحين .. لم يعود لجموع المراهقين أملاَ فى
مكانة أو دور مستقبلى ... ربما بعد عشرات أو مئات السنوات .. يلعنون الأسرة الملكية الحاكمة .. لا يدركون أنهم هم من كتب هذه الحتمية التاريخية .. لقد كان الفرعون واحد منهم فنصبوه ملكا .. طالبوا منه أن يبسط سطوته .. جلدهم ، صفقوا وهاللوا للفرعون .. حبسهم ، رقصوا فى الشوارع والطرقات .. جاءت المجاعة، ثاروا وشتموا الفرعون لأنه لم يتخذ يوسف عزيزاَ لمصر ..
فى موسم المجاعة .. نشر الكهانة ما بين الناس داء السعار الجنسى... لم يدرك المصريون أنحسار أيام الفيضان وتوقف موسمى الزراعة والحصاد .. لم نزرع شئَ .. بالتالى ليس لن يكون هناك موسماَ للحصاد .. وتحول موسم الحصاد إلى سعار جنسى جماعى.. بعد تقطيع جسد ازورويس ودفن أجزاءه فى ربوع مصر ... إستحل جسد ربة الأرباب إيزيس ... خرج كهنة الشر من جحورهم يرجون أن المجاعة لن ترفع إلى بعد طقوس السعار الجنسى .. لابد من تعرية إيزيس وخلع ملابسها قطعة قطعة.. نظرات أعيننا تحاول أن تشرح لهم أن إيزيس ملكة مصرية .. أنها ليست واحدة من بنات المماليك .. لم يجلبها النخاس من وراء النهر .. لقد نشأت من طمى هذا النهر وشربت من ماءه .. أنها ليست عاهرة أو فاجرة .. أنها ربة الأرباب إيزيس .. استمدت حرمة وخصوصية جسدها من قدسية ماء النهر .. لكن خرجت ربيبة كهانة المماليك للبحث عن إيزيس .. وتجسدت روحها فى جسد كل إمراة ... كانت جنود رمسيس فى غفلة حينما أستبيح جسد إيزيس ... فى طيات بردية فرعونية سطرت فى القرن الحادى والعشرين الميلادى ، ذكرفيها أن عدد بنات إيزيس التى يتم أغتصابهن سنويا يبلغ عشرات الألاف ..
شعرت بالضعف فى مواجهة جحافل الذكور المملوة بالشعور بالسطوة والتفوق على الأخر المتمثل فى المرأة ..أصابنى بالقشعريرة ما قرأته وسمعته عن السعار
الجنسى فى الأعياد .. لأيام وأنا أتحمل مشاهد الحيوانات المذبوحة فى شوارع القاهرة .. شعرت بالغثيان لمناظر الدماء .. أطفال صبغوا أيديهم بدماء الأبقار والماشية .. شعرت أننى ولينا مثل حيوانات هاربة من قطيع الفيلة.. نلتمس ملجأ أمنَ فى الطرقات .. أمسكت بيدها وظللت وأسرعت خطواتى
.. ضغطت على يدى تشعرنى أننى لست وحدى .. ساعتها تذكرت الألهة سخمت . نادرا ما يتحدث أحد عن سخمت .. ولكن الكل يعرف إيزيس الأخت والزوجة للأزوريس
والأم للأله حورس .. كانت أيضا سخمت أم وزوجة ولكنها كانت ربة الحرب والعنف، والمعبودة في ثالوث منف.. استدرت للخلف وصرخت فى وجه فتى يحاول
الأقتراب منا .. وارتسمت على وجهى ملامح سخمت .. هرب ورفيقه من أمام وجهى.. كانت أود أن أتجول فى شوارع العاصمة ممسكة بيد محبوبتى ومرتسم على
وجهى ملامح سخمت، لأذكر ربيبة كهنة المماليك أن التقاليد هى من صنعت إيزيس ولكن الظلم والعدوان قد يحولها إلى سخمت ربة الحرب والعنف.. ولكننا فضلنا قضاء أخر أيام أجازاتنا فى كافتيريا على أسطح أحد الفنادق.. نتبادل الحكايات ونعوض أيام الغياب والسفر ،ونراقب الجموع المشاركة فى طقوس موسم السعار الجنسى...
30 نوفمبر 2009
قسم قدماء المصريين أشهر السنة إلى ثلاثة مواسم هى موسم الفيضان والزراعة والحصاد ، لكن المصرى المعاصر استحدث موسم جديد وهو موسم السعار الجنسى ،
ويرتبط كثيرا هذا الموسم بالأعياد. فى 2006 ، بالتحديد عيد الفطر ظهرت معالم هذا الموسم ، حينما هاجمت مجموعات من الشباب والمراهقين الفتيات فى
منطقة وسط البلد . وحاول الكثيرون إنكار ما حدث وتشغيل إسطوانة الجماعات المغرضة التى تسعى لتشويه سمعة مصر.. ولكن يكفى لأى أمراة أن تتجول فى
شوارع العاصمة خلال أيام الأعياد للتأكد من إمكانية حدوث هذا.
غالباً ما أتجنب ازدحام الشوارع فى الأعياد وتقتصر تجولاتى على الزيارات العائلية، إلا أن هذا الروتين السنوى قد تغيير فور وصول "لينا" . أقترحت
الذهاب إلى الأقصر أو البحر الأحمر ، لكن حوادث الطرق والقطارات جعلتنى أعارض إقتراحها. منذ السيارة التى اصطدمت بعمود كهرباء أمام منزلى ،
جعلنى أتردد فى الأمساك بعجلة القيادة لأيام، و جعلتنى أخبار الصحف أشعر أن الداخل إلى القطارات مفقود والخارج منها مولود. عصفت هلوسات اليقظة
والمنام بعقلى ، تارة أحلم بأننى أخرج من حطام قطار حاملة لينا ما بين ذراعى ، وتارة أخرى أراها مغشى عليها داخل سيارتنا التى سقطت فى النهر..
لا أدرى إذا كان هذا تشاؤم الواقع أو رغبة كامنة فى طيات عقلى للعب دور البطل الأبوى البطريركى الذى رسخته الأساطير القديمة فى أذهان ...
فى النهاية ، لم أبذل وقتاَ طويلاَ فى إقناعها بالبقاء فى العاصمة ، وعلى الرغم من إبتعادى عن الطرق والسكك الحديدية إلا أننا كنا ضحايا حوادث من
نوع أخر ، حوادث لن تلحق أى أذى جسدى ظاهر، ولكن جروحها تمتد إلى ما بعد الجسد ، فتلحق الأذى بالروح..
لا أدرى ما الذى دفعنى لقبول دعوتها للعشاء، وبسبب إزدحام الشوارع فضلت ركوب تاكسى على قيادة السيارة، شعرت بالأختناق فى هذا المطعم الزجاجى على
ضفاف النهر، بمجرد انتهاء العشاء ، عرضت عليها التجول فى المدينة .. ولكن بعد بضعة خطوات أدركت مدى سذاجتى ..
كانت المدينة مسرحا للذكور ، أكبرهم فى السابعة عشر من عمره ، كانت مجموعات من المراهقين تعيث فسادا فى طرقات المدينة ، البعض يكتفى بمحاولة
التقرب بعبارات فكاهية ولكن أخرون تتجاوز تعليقاتهم عبارات الغزل وتخرج من أفواهم تعليقات جنسية سخيفة فجة ، أخرون يحاولون الاقتراب من النساء
ولكن البعض الأخر يستغل الزحام للمس أجساد النساء والعبث فيها.. ربما كان طول قامتى كان السبب فى وصول هذه الأيدى العابثة إلى الٍرجل بدلا من
المؤخرة..أما لينا فقد ساعدها قصر قامتها .. حيث لم تتجاوز الأيدى الأذراع أو الخصر ... نظراتنا الحادة مواجهة للأيدى التى تحاول إقتحام
خصوصية أجسادنا. إيزيس .. تتساءل هل ما يحدث تطور لموسم التزواج ما بين الحيوانات أو سعار جنسى إجتاح مجتمع تائه ما بين أمجاد الماضى أو احباطات
الواقع .. تنتهك فيه حرمة الجسد فى ظل الأنهيار وإحباط الأحلام .. يبدو فيه مصير الأبناء مشابه لمصير الأباء .حيث يتحتم على حورس لبس عباءة
والده .. عليه .. إنها حتمية التقاليد التى تكتب حلقات مسلسل التوريث داخل العائلات .. الطبيب أورث إبنه المشرط والميكانيكى يورث إبنه
الصواميل .. مع بداية مرحلة المراهقة تتهاوى أحلام الطفولة .. لكل منا دور حتمى فى هذا المجتمع .. الكهانة لا يفصحون عن الأسرار إلا لأبنائهم
... تراجعت جيوش رمسيس بعد موته ورضيت بدورها الروتينى فى ربوع الوادى والدلتا .. تتسلى بتعذيب الفلاحين .. لم يعود لجموع المراهقين أملاَ فى
مكانة أو دور مستقبلى ... ربما بعد عشرات أو مئات السنوات .. يلعنون الأسرة الملكية الحاكمة .. لا يدركون أنهم هم من كتب هذه الحتمية التاريخية .. لقد كان الفرعون واحد منهم فنصبوه ملكا .. طالبوا منه أن يبسط سطوته .. جلدهم ، صفقوا وهاللوا للفرعون .. حبسهم ، رقصوا فى الشوارع والطرقات .. جاءت المجاعة، ثاروا وشتموا الفرعون لأنه لم يتخذ يوسف عزيزاَ لمصر ..
فى موسم المجاعة .. نشر الكهانة ما بين الناس داء السعار الجنسى... لم يدرك المصريون أنحسار أيام الفيضان وتوقف موسمى الزراعة والحصاد .. لم نزرع شئَ .. بالتالى ليس لن يكون هناك موسماَ للحصاد .. وتحول موسم الحصاد إلى سعار جنسى جماعى.. بعد تقطيع جسد ازورويس ودفن أجزاءه فى ربوع مصر ... إستحل جسد ربة الأرباب إيزيس ... خرج كهنة الشر من جحورهم يرجون أن المجاعة لن ترفع إلى بعد طقوس السعار الجنسى .. لابد من تعرية إيزيس وخلع ملابسها قطعة قطعة.. نظرات أعيننا تحاول أن تشرح لهم أن إيزيس ملكة مصرية .. أنها ليست واحدة من بنات المماليك .. لم يجلبها النخاس من وراء النهر .. لقد نشأت من طمى هذا النهر وشربت من ماءه .. أنها ليست عاهرة أو فاجرة .. أنها ربة الأرباب إيزيس .. استمدت حرمة وخصوصية جسدها من قدسية ماء النهر .. لكن خرجت ربيبة كهانة المماليك للبحث عن إيزيس .. وتجسدت روحها فى جسد كل إمراة ... كانت جنود رمسيس فى غفلة حينما أستبيح جسد إيزيس ... فى طيات بردية فرعونية سطرت فى القرن الحادى والعشرين الميلادى ، ذكرفيها أن عدد بنات إيزيس التى يتم أغتصابهن سنويا يبلغ عشرات الألاف ..
شعرت بالضعف فى مواجهة جحافل الذكور المملوة بالشعور بالسطوة والتفوق على الأخر المتمثل فى المرأة ..أصابنى بالقشعريرة ما قرأته وسمعته عن السعار
الجنسى فى الأعياد .. لأيام وأنا أتحمل مشاهد الحيوانات المذبوحة فى شوارع القاهرة .. شعرت بالغثيان لمناظر الدماء .. أطفال صبغوا أيديهم بدماء الأبقار والماشية .. شعرت أننى ولينا مثل حيوانات هاربة من قطيع الفيلة.. نلتمس ملجأ أمنَ فى الطرقات .. أمسكت بيدها وظللت وأسرعت خطواتى
.. ضغطت على يدى تشعرنى أننى لست وحدى .. ساعتها تذكرت الألهة سخمت . نادرا ما يتحدث أحد عن سخمت .. ولكن الكل يعرف إيزيس الأخت والزوجة للأزوريس
والأم للأله حورس .. كانت أيضا سخمت أم وزوجة ولكنها كانت ربة الحرب والعنف، والمعبودة في ثالوث منف.. استدرت للخلف وصرخت فى وجه فتى يحاول
الأقتراب منا .. وارتسمت على وجهى ملامح سخمت .. هرب ورفيقه من أمام وجهى.. كانت أود أن أتجول فى شوارع العاصمة ممسكة بيد محبوبتى ومرتسم على
وجهى ملامح سخمت، لأذكر ربيبة كهنة المماليك أن التقاليد هى من صنعت إيزيس ولكن الظلم والعدوان قد يحولها إلى سخمت ربة الحرب والعنف.. ولكننا فضلنا قضاء أخر أيام أجازاتنا فى كافتيريا على أسطح أحد الفنادق.. نتبادل الحكايات ونعوض أيام الغياب والسفر ،ونراقب الجموع المشاركة فى طقوس موسم السعار الجنسى...