ألوان مصرية
2 ديسمبر 2009
مهما أختلفت رؤيتنا السياسية ما بين أقصى اليمين أو اليسار ، نشعر بالأسى حينما يقتل أنسان .. لكن أرائنا تتفاوت عندما يكون المقتول إرتكب جريمة ما فى حق شخص أخر أو المجتمع.. حينئذان تختلف ردود أفعال البشر، فالبعضقد يمتدح العقوبة كوسيلة لردع أخرين ، والبعض يشعر بالشفقة حتى على الجناه..
شاهدوا الفيلم هنا
2 ديسمبر 2009
مهما أختلفت رؤيتنا السياسية ما بين أقصى اليمين أو اليسار ، نشعر بالأسى حينما يقتل أنسان .. لكن أرائنا تتفاوت عندما يكون المقتول إرتكب جريمة ما فى حق شخص أخر أو المجتمع.. حينئذان تختلف ردود أفعال البشر، فالبعضقد يمتدح العقوبة كوسيلة لردع أخرين ، والبعض يشعر بالشفقة حتى على الجناه..
فى فيلم موت أميرة ، تواجه أميرة شابة الأعدام بسبب حبها لشاب سعودى،وخلال أحداث الفيلم يحاول صحفى تقصى حكاية هذه الأميرة، يلتقى الصحفىالبريطانى الذى رصد عملية الأعدام مع مربية إنجليزية فى القصور الملكية ،سعوديين وفلسطينيين ولبنانيين .فى البداية يظن الصحفى أن القصة قد بدأت فى أحدى جامعات بيروت ، ولكنه سرعان ما يدرك خطأ ذلك، لقد بدأت وأنتهت فى مملكة الرمال ، مع كل مقابلة يجريها تتعقد حكاية الأميرة السعودية الشابة، يمزج كل راوى حكايته الشخصية خلال سرده لحكاية الأميرة، تبدو من خلال الحكايات مثل روح سبارتكوس الكامنة فى روح كل أنسان .. هل كانت رمز للثورة على الظلم أم كانت فتاة عابثة لاهية لا تقدر مسئولياتها كأميرة وعضوة فى أسرة حاكمة ..
خلال الفيلم ، لم أشعر أن الأميرة مشاعل فتاة عابثة لاهية ساعية إلى مغامرة ... ففى طيات الفيلم تبرز حيل نساء الأسرة الحاكمة السعودية لمواعدة الرجال .. فمن وراء النقاب .. المرأة هى من تختار و ليس الرجل..
كانت مثل نساء القصر، تستمتع بكل ما حولها من متع الحياة بأعتبارها أميرة .. كانت لا تختلف عن أى أمراة فى القصر: الإزدواجية فى الملابس خارج وداخل القصر ، مشاهدة احدث الأفلام وسماع الموسيقى ، ضعف المستوى الثقافى و التعليمى .. ربما كانت أكثر منهن حيوية ورغبة فى الأنطلاق إلى العالم الخارجى .. تم تربيتها وتلقينها على أن تكون أميرة سعودية .. مسئوليتها الوحيدة كانت الأستمتاع بكونها أميرة ومراعاة تقاليد القصور الملكية ..حتى بالنسبة لحظات الحب .. كان لابد عليها أن تسلك طرق حريم القصور الملكية لاستقطاب الرجال .. فعلى مر العصور، ابتكرت الحريم فى قصور الشرق والغرب الحيل للحصول على الحب الممنوع ..
لا أدرى هنا لماذا أربط ما بين حكاية الأميرة مشاعل والخروج من الخزانة ... فالخزانة ليست مقتصرة على المثلية .. لكل منا خزانة يختبئ فيها سواء كنا مثليين أو مغايرين .. رجال أو نساء .. شرقيين أو غربيين .. تختلف مدةالأختباء فى الخزانة من شخص إلى آخر أو حجم الأحساس بالذنب أو الأختلافات الشخصية والمجتمعية..
طبقا لتلك الأختلافات يقبع بعض الأشخاص فى الخزانة طوال حياتهم، وكان على الأميرة مشاعل أن تقبع فى الخزانة طوال حياتها ، ولكن الفتاة ذات التسعة عشر ربيعا سئمت الحياة داخل خزانة ضيقة ... لم تتكفى بمساحة
الحرية المتوفرة لها فى الخفاء أو خلال رحلاتها إلى أوروبا.. أرادت أن تختار ... إختارت ساعتها الخروج من الخزانة .. الهروب إلى العالم الخارجى المحيط بالمملكة ..دبرت خطة ، أقنعت الجميع بغرقها ولكن خطتها لم تنجح .. لو كان سيناريو الفيلم مطابق للقصة الحقيقة .. أننى أجزم أن الأميرة قد أرادت لخطتها الفشل : الجواب للخادمة ، الخروج للشرفة كاشفة الوجه، التنكر فى زى رجل.. كلها أخطاء بسيطة تؤدى حتميا إلى الأخفاق والفشل.. كما تبرز أيضا رغبتها فى فشل الخطة..
عند مشاهدة الفيلم، طرأ فى ذهنى سؤال ، هل فكرت فى عواقب الفشل ؟
بالتأكيد لابد أن تكون فكرت فى هذه العواقب .. ولكنى لا أستطيع الجزم إذا ما كانت قد قبلت تلك العواقب .. أنها الأميرة المدللة المقربة من جدها..ربما ظنت أن عائلتها سوف تتقبل أختيارها ربما بعد شهر أو شهور أو سنوات .. ربما تأتى وتلتمس الصفح والغفران من الأب أو الجد أو كانت تراهن على حب عائلتها... لكنها أغفلت أن التقاليد سيفا مسلولا على رؤوس العائلات العربية، وكلما ارتفعت مكانة العائلة كلما اشتدت حدة هذا السيف، ربما تتغاضى العائلات العربية عن سلوكيات الأبناء، بشرط أن تكون ممارسة هذه السلوكيات داخل الخزانة، لكن حينما يحاول الأبناء تجاوز الأبواب المغلقة وإختراق الخط الفاصل ما بين العلن والخفاء، تكون العواقب وخيمة .. لكن جريمة الأميرة مشاعل الحب، هناك ملايين من النساء فى عالمنا العربى فعلن مثلها، بعضهن عازبات, متزوجات، ومراهقات ومسنات، متسولات وأميرات .. لكنهن مارسن الحب فى الخزائن المغلقة، فى الشقوق والجحور، تحت جنح الظلام .. جريمة الأميرة أنها أختارت الخروج للعالم الخارجى، ان تمارس حقها فى الحب فى العلن .. لكن فى مجتمعنا الحب العلنى خطيئة لا تغتفر .. يمكن أن نرتكب الخطايا فى الظلام .. ونتمتم بعبارات الأستغفار فى النور ..
فى القصة أيضا أبعاد أخرى، لم نعرف شعور الجد هو يصدر حكمه بالقصاص أو إنهاء حياة حفيدته ... ذكر فى عبارة عابرة أنه تم استبدال الأميرة بفتاة بدوية وان الأميرة موجودة فى سويسرا .. هناك عدد من الرواة يرجح مطالبة الجد من الأميرة عدم الأعتراف بارتكاب الجريمة ولكنه ارفضت ذلك .. لكن القصة الأكثر ترجيحا أن الجد هو القاضى الذى أصدر الحكم .. أحاول فهم أسبابه لأصدار مثل هذا الحكم ولكنى أعجز .. ربما عالمى البعيد عن حياة الأمراء والقصور الملكية والمختلف عن عالمه هو العائق فى الوصول إلى
الحقيقة .. فى تفهم أسبابه والأيمان بمبادئه .. التصديق على حكمه..بعد مشاهدة هذا الفيلم، لم أشعر برغبة فى أدانة احد ، فالتقاليد هى
الجانى ولكن الجميع مسئولأ عن موت أميرة البادية
شاهدوا الفيلم هنا
...
No comments:
Post a Comment