مدونة ألوان

Bookmark and Share

هذه المدونة خاصة ب ألوان. نحن شبكة من المثليين والمثليات العرب نعيش في بلاد مختلفة في البلاد العربية والمهجر .

Arab Lesbian Women & Allies Network (ALWAAN) 's Blog

This is Alwaan 's Blog

Alwaan is an online network for Arab lesbians, gay men, bisexual men and women, transgender persons and those who are interested in building bridges with the LGBT Arab community.

Check out our Arab gay and lesbian videos website - also Arabic videos

تفضلوا وزوروا موقعنا الجديد
الكثير من الافلام الخاصة بالمثليين والمثليات

Wednesday, November 18, 2009

نظـــــــــــــــــرات

ألوان مصرية

16 نوفمبر 2009

مررت الدقائق ببطء، وددت لو أستطيع تحريك عقاب الساعة التى اختلس النظر إليها ما بين الحين والأخر ، ترغمنى التقاليد على الانتظار وتبادل الحديث مع عائلتى ، لعنت نفسى ألاف المرات لأصطحاب صديقتى لدعوة غداء عائلية.. منذ بداية وصولنا و ينتظر أبن عمى أى فرصة لتبادل الحديث معها، تستفزنى تعليقات أخى التافهة، أحاول أن اتابع أحاديث بنات العائلة عن الموضة ولكنى سرعان ما أفقد أنتباهى وأرجع إلى محاولات أبن عمى للاستحواذ على صديقتى ، لم تكن أخر صيحات الموضة أبدا محل أهتمامى ، يحكى لها موقف سمعته منذ أكثر من 15 عاما، إتساءل بينى وبين نفس لم يحدث له جديد؟!، لماذا توقفت عقارب الساعة؟ يبدو عليها الملل .. أدعوها لمرافقتى إلى البلكونة.. حالة من الصمت .. يكسرها منظر عاشقان .. تبتسم كل منا للأخرى .. أسند ذراعى على كتفها وأنا أسرد لها حكايات عن مغامرات طفولتى فى هذا الشارع، تعلو ضحكاتنا ولكنها تصمت فور انضمام ابن العم إلينا .. لم اسمع إلى أى حرف من كلماته ولكنى تمكنت من قراءة ما وراء الكلمات.. نظراته الموجهة لشفاه ونهود صديقتى .. لم يكترث لنظراتى الحادة أو نبرة صوتى الغاضبة، كانت الكارثة على وشك الحدوث حينما أطلق أخى أحد تعليقاته النارية، إلا أننى تمالكت أعصابى وانتظرت بضعة دقائق قبل أن أودع الجميع وأغادر.

إستمر أخى فى سخفاته، فعرض أن يوصل أبن عمنا صديقتى "عشان – على حد قوله - أنا ما بأعرفش أسوق" لم تنتهى هذه المسرحية الهزلية عند هذا الحد ولكن استمر الأثنان فى التهويل فى ردود أفعالى أثناء القيادة والتى تتراوح ما بين الأغماء وحالات الشلل المؤقت. وقبل أن ينفجر البركان بداخلى ، أنهت صديقتى المسرحية برفضها لخدماتهما.

لم أفتح فمى واستغرقت فى تفكير عميق ، لماذا حدث أو يحدث هذا دائما؟ لماذا أتحمل تلك السخافات ؟ تساؤلات البعض عن صداقتى بـ "لينا" .. يحسدنى الكثيرون على هذه الصداقة.. ولكن يضع البعض علامات أستفهام ، لم يجرؤ أحد من هؤلاء على توجيه سؤال مباشرً عن لينا.. ولكن هناك علامات استفهام وتعجب .. تردد جدتى عبارتها المعتادة "زميلة دراستها، فيها الخير لا تحتمل عليها الهواء" يهز عمى رأسه وكأنه ينفى ما فى راسه من تساؤلات"لكن كل صداقة لها حد ... صداقتهما بلا حدود.. أنها أقرب إلى حالة من حالات العشق " يتشجع أخى ويرسم على وجه ملامح التفكير ويقول " مش عارف إذا كانت أختى بتتسلى بالبنت يعنى ولا ناوية تتجوزها قريب " بالطبع لا يعجب جدتى تعليقه، تتهمه بالتفاهة وقلة الأدب ، ثم تبدأ فى سرد محاسن ومواقف لينا الأنسانية، خصوصا بعد الحادثة.

العلاقة أعمق من تساؤلاتهم وتحليلاتهم .. لينا رفيقة روحى ..لولاها لكنت فقدت عقلى، كانت أقرب لى من عائلتى وأشقائى وحتى نفسى.. حينما يضيق صدرى .. أريد بالبوح بمكنون قلبى من أحزان .. يفاجئنى اتصال تليفونى منها أو بريد إلكترونى تعلمنى فيها موعد وصولها.. مرات اجتازت ألاف الأميال للأطمئنان على أحوالى ، تزورنى وتحادثنى أكثر ممن يعيش معى فى نفس البلد أو المدينة أو حتى الشارع. نعم أننا زملاء دراسة ولكن ليس هذا كل شئ .

ربما كان الألم هو الرباط الأبدى بيننا .. كنت فى بداية مرحلة المراهقة حينما قضت اللوكيميا على حياة صديقتى، كان والدى يدرس فيما وراء البحار .. بقيت معنا أمى فى الوطن، لم تجد أمى مفراً من ارسالى لوالدى بعدما لم يفلح شئ فى كسر حالة الحزن التى لازمتنى لشهور، لم أرفض أو أؤيد قرارها، كان الوطن بدون صديقة طفولتى جحيماً لا يطاق..

وراء البحار، كان لقاءى الأول بـ " لينا "، كانت عربية مثلى ولكن الحرب والدمار هو سبب هجرة عائلتها، فقدت عددً من الأصدقاء والأقارب... كانت تفهم معنى افتقاد صديق ..ولكنها كانت تعى معنى الحياة .. لقد كان الموت يطير فوق رأسها عدة مرات.. منذ بداية إدراكها للعالم ، كانت رائحة الموت ممزوجة بالحياة.. لكنها تعلمت أن تلتمس شتئ السبل الممكنة للمحافظة على حياتها وحياة الأخرين،كان وجها أكبر من عدد سنوات عمرها.. تفهمت ألامى وكانت ترياق الشفاء لها..

على الرغم من معانأتها النفسية إلا أنه لم يكترث أحدً للتخفيف من ألامها، لقد ولدت وترعرت فى مجتمع يعانى من صدمة نفسية جراء الحرب وما نتج عنها من قتل ودمار.. لم تطلب منى شئ أكثر من أن نتجاوز معانأتنا والأمنا سويا ... علمتنى لينا حب الحياة وسرقة لحظات السعادة والبهجة والاستمتاع بها..

رجعت إلى وطنى وظلت لينا وراء البحار ولكن علاقتنا لم تنتهى .. تجاوزت علاقتنا .. فضلت الألتحاق بجامعة فى وطنى على الدراسة بالخارج.. لاحقا .. بدأت لحظات الألتقاء الجسدى بينا.. عرف كلا منا الأخر .. أكتشف رغبته فى الألتحام المثلى وليس المغاير..

حينما وصلنا البيت، احتضنتى بقوة ورفعت رأسى بيدها ونظرت إلى عينى وقالت " أخيراً .. أصبحنا سويا .. عائلتك لطيفة لكنى أنا هنا من أجلك أنت فقط" .. قبلت رأسها ووجها واحتضنتها بين ذراعى ولكننى شعرت بالأنكسار والخذلان .. لماذا لا استطيع البوح بحبى لها؟ .. لماذا أتظهر أنها مجرد صديقة؟ .. كانت نظرات أبن عمى تخترق جسد حبيبتى كسهام مسمومة، عيناه تنزع ملابسها القطعة تلو أخرى، شعرت أنه يتمنى إمتلاك جسدها .. يحلم بالغوص داخلها واختراق أعماقها .. حينما كانت تتكلم كانت تثير رجولته .. هل كان يتخيلها وهى تتأوه من الحب وهو يستمتع بأكتشاف أنوثتها.. كانت أقرأ هذه الأفكار والمخايلات فى صوته وعينه .. إلا أننى كنت عاجزة عن الصراخ فى وجه .. أو أجباره على التوقف.. حتى على الأقل المطالبة باحترام علاقتى بها ..كيف سيكون رد فعله إذا ما عرف أنها محبوبتى؟! هل يبارك مثل هذا الحب أم يتحول إلى جلاد؟ كيف سيكون الموقف إذا ما كنا زوج من مغايرى الجنس مرتبطين سواء بعقد زواج أو حتى بدونه، أُجُزم أنه لم يكن يتجرأ على رفع عينه للنظر لوجه زوجة أو محبوبة أبن عمه .. كان سيحترم أختيارها لرجل أخر ولكن ارتباطها بأمراة حتى لو كانت أبنة عمه لن يعنى له أى شئ .. ربما تتراجع عن ميولها المثلية أو لعب البنات إذا ما جربت فحولته ..

لم تتركنى لأفكارى .. قرأت ما تخفيه عينى .. فقالت " عارفة أنا بأفكر فى أيه .. فى اليوم اللى ها يسمح فيه بزواج المثليين فى وطنك.. طبعا هاتتزوجنى ساعتها .. هانكون اول عقد زواج" ضحكت بمرارة قائلة " يا ترى مين ها يعيش .. كده انا مطمئنة أنك مش ها تدبسينى فى جوازة ... أحنا فى مرحلة فتاوى قتل المثليين ولا حرقهم فى نيران أو فى أحسن الأحوال رمي المثليين من فوق الجبال.. حياتى لسه بدرى على جوازنا هنا ".

No comments:

Bookmark and Share هذه المدونة خاصة ب ألوان. نحن شبكة من المثليين والمثليات العرب نعيش في بلاد مختلفة في البلاد العربية والمهجر .

Labels

human rights (114) justice (110) gay rights (85) GLBT rights (77) GLBT right (76) المساواة (63) العدالة (62) حقوق الاقليات (60) gay and lesbian rights (52) civil rights (50) حقوق الانسان (47) مثليين (45) حقوق المثليين والمثليات (44) LGBT rights (43) مثلي (43) GLBT rights human rights (42) arab women (33) women's rights (30) المثلية فطرة (22) المثلية ليست مرض (22) هل المثلية مرض وله دواء (22) Ex-Gay (21) gay-to-straight conversion (21) can gays be cured (20) violence against women (20) حقوق المرأة (17) هوس تخلف (17) gay conversion (14) homosexuality and science (12) lesbian rights (12) مثليات (12) LGBT (10) alwaan masreya (6) Arab GLBT (5) lesbian-movie (5) حقوق المواطن العربي (5) سحاقيات (5) Milk the movie (4) arab transsexual (4) arablesbian (4) movies (4) المثليات (4) سحاقية (4) Arab Woman (3) Harvey Milk (3) LGBT muslims (3) Saudi Arabia (3) Sean Penn (3) arab lesbian (3) bisexual (3) gay-rights pioneer (3) muslim gay (3) queer (3) المثلية (3) سعودية (3) مرأة عربية (3) مقالات (3) Saudi Woman (2) arab-lesbian (2) arabs right (2) homosexuality in animals (2) lesbian (2) queer arab (2) same sex marriage (2) sexuality (2) الكويت (2) مثلية (2) LGBT-rights (1) gayarab (1) indian-lesbian (1) jordanian-lesbian (1) muslim-lesbian (1) queerarab (1) المجتمع (1) تاريخ المثليات (1) تاريخ المثليين (1) حجب (1) مباراة كرة قدم، مصر والجزائر (1) مثليين يتزوجون نساء (1)